يبدو أن النقاط التي تسجلها الزوجة في قلب الرجل، والنقاط التي يسجلها الزوج في مرمى قلب المرأة هدف يسعى إليه الزوجان معًا، مثلهما مثل لاعبي الكرة الذين يحققون الانتصار حسب عدد النقاط أو الأهداف التي يسجلونها في شبكة الآخر! هكذا شبَّه «جون جراي» خبير العلاقات الزوجية والعلاج النفسي الطريقة التي تتحقق بها السعادة الزوجية، وشاركته الرأي دراسة أعدت عن أصول السعادة الزوجية وطرق التواصل. عن ماهية هذه النقاط، وتقييم المرأة والرجل لها، وكيف تكون؟ نتحدث عنها عبر هذه السطور: حول هذه القضية تقول الدكتورة «ليلي عبد الرحيم» الباحثة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية: «كثيرًا ما يعتقد الزوج أنه إذا جلب هدية غالية الثمن أو كبيرة الحجم لزوجته يكون قد أحرز نقاطًا في علاقته بزوجته، كما يظن أن إنجازه ليس كبيرًا إن قدم هدية بسيطة، أو قام بعمل ما بدلًا من زوجته، مثل جلوسه مع الأطفال إلى حين أخذها لقسط من الراحة، أو ذهابها للاطمئنان على والدتها»! وتضيف موضحة: الزوجة تعطي نقطة واحدة لكل هدية كَبُرَ حجمها أو قَلّ؛ فالإحساس بها واحد، عكس الرجل الزوج الذي يظن أنه يسجل نقاطًا كثيرة في قلب زوجته مع الهدية الكبيرة، والأقل بكثير مع تقديمه للهدية الصغيرة! متناسيًا أن الشيء القليل يتساوى مع الشيء الكبير لدى المرأة مادام وراءها قلب محب، ونفس صادقة وقدمت في الوقت المناسب، بل هي أغلى من دعوة عشاء ساخن في فندق 5 نجوم، ولكل هذه الاختلافات تستمر كحالة من الإحباط وخيبة الأمل في علاقتهما. وتكمل الدكتورة «ليلى عبد الرحيم» دراستها عن «أصول السعادة الزوجية» قائلة: إن ما تراه الزوجة يختلف عما يظنه الزوج؛ فهو يستطيع تسجيل نقاط مع شريكته من دون أن يفعل الكثير، فلا يتطلب الأمر-مثلا- أكثر من إعادة توجيه الطاقة والرعاية - وهو يبذلهما بالفعل إلى أشياء صغيرة لها أهمية كبيرة لدى الزوجة، تشعرها بالراحة والرضا، وبأنها محبوبة ومدعومة. فهي تحتاج دومًا إلى التعبير عن الحب والتقدير الذي يجعلها أكثر ثقة وتقبلًا وامتنانًا وإعجابًا واستحسانًا، وتشجيعًا أعظم، على شرط أن تكون الزوجة يقظة للأشياء الصغيرة التي يقوم بها الزوج وتقابلها بابتسامة أو كلمة شكر، حتى يستمر الزوج في العطاء. من الصفات التي تلازم الأزواج في حياتهم بعد الزواج -كما تقول الدكتورة «فاطمة الشناوي» خبيرة العلاقات الزوجية، والعلاج النفسي: عطاء المرأة الكثير، والذي يفوق عطاء الرجل يصيبها بالاستياء منه، مما يجعلها تميل إلى إنكار ما يقوم به الزوج من أجلها، ويمتلئ صوتها وعيناها بالبرود والرفض! أما الرجل فينهمك في عمله، ويمضي الساعات الطويلة خارج بيته، ليس لأنه لا يحب زوجته ولا يهتم بها، ولكن لأنه يظن إنه يفعل الأحسن لتقديم حياة أفضل لزوجته وللعائلة، وليكون أهلًا للحب والإعجاب، وهنا أهمس لهذه الزوجة: بأن تشعر وكأنها مصابة بإنفلونزا أو برد، فتأخذ راحة من البذل والعطاء الكثير -أي تدلل نفسها- حتى تسمح لشريكها بأن يعتني بها أكثر، فتعطيه بذلك فرصة جديدة. إحراز النقاط حول كيفية تسديد النقاط الإيجابية - في مرمى «عش الزوجية»- من جانب الزوجة أو الزوج، كان للدكتور «جون جراي» خبير العلاقات الزوجية والمعالج النفسي رأي تحت عنوان «إحراز النقاط مع الجنس الآخر» بأحد كتبه. المرأة: تسجل 8 نقاط - قولي نعم وبمزاج جيد إن طلب زوجك منك فعل شيء ما. - كوني سعيدة برؤيته حين يعود إلى المنزل. - قومي بتقدير وامتنان ما يقوم به زوجك من أعمال صغيرة يهدف بها التصالح معك بعد مخاصمة. - تغاضي عن أخطائه التي تضايقك أوقات المناسبات الخاصة أو أمام الناس. - لا تنظري إليه كشخص غير مسئول إن نسي أين وضع مفاتيحه، فكلنا ننسى! - تفهمي ألمه واعتذري له، وأعطه الحب الذي يحتاجه إن جرحته بكلمة أو عتاب ساخن! - بوحي بمشاعرك السلبية أو اعتراضك بأسلوب متزن دون لوم أو استهجان. - كوني لبقة أو لطيفة في التعبير عن خيبة أملك في المطعم الذي دعاك إليه، أو الفيلم الذي دفعك لمشاهدته. الرجل: يسجل 10 نقاط - ابحث عن زوجتك عند العودة للمنزل، وحاول أن تجدها، وضمها. - أعطها دون طلبها عشرين دقيقة انتباهًا هادئًا، لا تقرأ ولا تشاهد الفضائيات. - أعرض عليها أن تقوم بإعداد العشاء إن رأيتها متعبة، أو مشغولة بشيء آخر. - تعوَّد أن تتصل بها لتطمئنها عنك عندما تتأخر. - قم بتدليلها، وكن رقيقًا في كلماتك وأفعالك دون أن تكون لديك رغبة في اللقاء الحميمي. - دعها ترى أنك تحمل صورة لها في حافظتك، وجددها من وقت لآخر. - عاملها كما كنت تعاملها في بداية العلاقة وأشهر الزواج الأولى. - اقرأ بصوت عال، أو قم بقطع الأجزاء التي يمكن أن تهمها في الصحيفة أو المجلة. - امتدح طبخها، واستعمل لغة الاتصال بالعين، ولمسها بيديك عند الحديث معها. - دعها تُدرك أنك تفتقدها عندما تكون بعيدًا عنها، وأحضر لها الحلوى التي تفضلها. وكالات