تعتبر وجبة "صيكوك"، من أكثر الأكلات انتشارا، حيث تعد في البيوت، وتباع في الأسواق، لكن اللافت هو انتشار باعة متخصصين في هذه الوجبة الشعبية. وفي هذا الصدد تقول فاطمة، إحدى بائعات "صيكوك"، وهي سيدة تجاوزت الستين من العمر، وخطوط الزمن والتعب بدت على تقاسيم وجهها، "أعد "صيكوك" بالشعير، حيث أغسله لأزيل عنه شوائب الحصاد وترابه، وأبسطه فوق حصير تحت أشعة الشمس حتى ينشف، ثم أقوم بتنقيته يدويا بإزالة ما تبقى من حجارة صغيرة، ومن ثم يطحن في الطاحونة، ولا يتم طحنه بالكامل، بل يُترك خشنا قليلا" طبق مغربي تقليدي مغذ ومنعش في أحضان الطبيعة وتضيف فاطمة: "طبخ الشعير يتم على البخار، فأملأ قدرا من الماء، يوضع فوقه إناء آخر ذو ثقوب تسمح بصعود بخار الماء عند غليانه، وفي ذلك الإناء ذي الثقوب أضع الشعير الذي سبق وسقيته بكوب ماء، أكرر هذه العملية ثلاث مرات إلى أن ينضج الشعير، ثم أتركه جانبا حتى يبرد". تحضير "صيكوك" يحتاج مكونين أساسيين هما: الشعير، وقد شرحت فاطمة كيفية تحضيره، واللبن، وهو حليب تم خضه إلى أن صار لبنا رائبا. يتم مزج الشعير باللبن للحصول على "صيكوك"، هذا المزج يتم عند الطلب، وهناك من الزبائن من يضيف قليلا من الملح وآخرون يفضلون إضافة السكر لتحلية طبقهم، حسب فاطمة. فاطمة هي واحدة من نساء قرويات من ساكنات المراعي المجاورة، يعشن على فلاحة الأرض وزراعتها، وقد وجدن مورد رزق إضافي لهن عبر بيع صيكوك. عائلات تجد مورد رزق إضافي عبر بيع "صيكوك" كما أن "صيكوك" يستوقف المسافرين ليس فقط لإشباع جوعهم، بل لمنحهم الانتعاش في فترات الحر، لكونه طبقا يؤكل باردا، ويكثر الإقبال عليه خاصة في فصلي الربيع والصيف، حيث يتوفر إنتاج الحليب والألبان، التي تعد مكونا أساسيا لهذا الطبق الشعبي بامتياز، دون إغفال القيمة الغذائية المهمة لمكونيه.