رئيس نادي المنعشين العقاريين بالناظور في الاقتصاد ليس هناك مجال للعواطف ، فقط لغة المصالح هي السائدة ، لكن عندما تكون المصالح مشتركة يكون الجسم واحدا وبالتالي يتجند الكل لمحاربة اية علة او فيروس يضر بالكل ، وهنا قد يتطور مفهوم المصلحة المشتركة ليصبح مجموعة ضغط او " لوبي " يفرض على السلطات التتنفيذية والمالية شروطا خاصة لتوجيه السياسات وفق مصالح اللوبي او على الاقل المشاركة والتفاوض في صنع القرارات ، وليس غريبا ان نقول بان الشركات المتعددة الجنسيات وشركات انتاج الاسلحة مثلا تساهم في صنع السياسات الخارجية لدول مثل الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا ، وبالتالي تفرض نفسها في رسم خريطة العالم . اذا رجعنا على منطقة الريق وبالضبط الى اقليمالناظور لنبحث في الثقافة المحلية عن التكتلات الاقتصادية والمصالح المشتركة وتاثيرها فقط في حل مشاكل القطاعات ولو كل على حدى ربما سنجد فراغا رهيبا ليس له سبب واقعي الا نوعية التفكير الفردي في قضاء المصالح والتي تفرز التشتت " حيد على راسي وشقف " عبارة مشهورة جدا لدى كافة الاوساط لكن اذا كانت الرؤوس كلها في خندق واحد فان الحجارة الدامية اكيد ستصيب جميع الرؤوس وهذا هو حال كافة التجار والمستثمرين اليوم الذين توحدت لغتهم وتصرفاتهم – ولو بشكل فردي – على المعاناة من الازمة الاقتصادية الخانقة التي باتت تهدد مستقبل الكل المنقسم على نفسه ، على نقيض اقاليم اخرى مجاورة او على مستوى المركز، حيث التكتلات الاقتصادية قوية والمجتمع المدني المهني نشيط في تحسين مناخ الاعمال وطرح البدائل وايجاد حلول واحداث شراكات ناجحة مع الدولة والقطاعات المالية . لكن الناظور للاسف وكانه يتيم لا اهل له ، واتذكر حينما التقينا باطر ادارة الضرائب الجهوية للتشاور بالنسبة لتحديد الاثمان المرجعية للتصاريع العقارية لمنطقة الناظور كيف ان المدير الجهوي كان يستغرب لعدم وجود مخاطب في هذا المجال ؟؟ وكيف انه كان يسال كل منعش عقاري على حدى هل لديكم جمعية منضوون تحتها فكان الجواب بالنفي ..امر غريب حقا ان تبحث عنك الادارة وانت مستثمر من المفروض ان تكون مؤطرا في جمعية او اكثر ، حتى غدت الادارة التي كنا ننعتها بالامس بالمتعسفة اكثر تقدما من المستثمرين الذين باتت صورتهم باهتة غير منظمين اشبه باصحاب الحرف العشوائية ، وفي كواليس اللقاءات لتحديد الاثمنة كان هناك من المقاولين من يحاول الذهاب لوحده للادارة واقتراح الاثمنة الخاصة بما يهم عقاراته فقط ؟؟؟ لا استطيع ان افهم هذه السلوكات الفردية او اجد تشخيصا لها الا ان اقول ان هذه علامات مرض نفسي جماعي لايوجد له اصل الا في سلوكيات " التهريب " حيث كل واحد منشغل بنفسه والنجاة بسلعته ، واحيانا لايهم حرق الاخراو ممارسة " الخطف " فالكل مباح ما دمت ساربح انا وحدي . طيب ، على افتراض انني حققت نجاحا باهرا في مجال اشتغالي لوحدي وزملائي في المهنة في محنة او في ازمة هل سأستطيع ان اواصل النجاح في جو منهار ، الاكيد لا ، لا يمكن للرسمال الحياة فوق ارض قاحلة ، في عالم التجارة والاعمال لا يمكن ان تعيش وحيدا ولو تضخمت لديك الثروة لانك مطالب بان تصرف منتوجك في السوق والسوق يخلقه الكل ، وهناك من الدول من خلقت اسواقا وشجعت امما بعد انهيارها لتمارس معها التجارة وهو ما قامت به الولاياتالمتحدة عقب الحرب العالمية الثانية في اروبا الغربية عبر مشروع " مارشال " لاعادة البناء وتحفيز اقتصادات الدول التي كانت قد انهكتها الحرب ، وكذلك فعلت مع اليابان ونفس الشيء تقوم به اليوم مع الصين والهند ، فهذه هي التجارة. وخلاصة القول اننا بالرجوع دائما الى اقليمالناظور علينا ان نتحد كمقاولين سواء صغارا او متوسطين خصوصا اليوم حيث الازمة الاقتصادية الخانقة والمستقبل الغامض ، وعلينا ان نمد ايدينا لبعضنا البعض ونعالج انفسنا من رواسب ثقافة " التهريب " والاحتكار والتسلط فقد بتنا متخلفين جدا وبكل صراحة عن كافة الاقاليم الاخرى وبات مصيرنا ليس بايدينا ، علينا على الاقل كتجار مثقفين ان نتوقف عن انتهاج السلوكات الفردانية ، بات علينا ان نطالب بدراسة اقتصادية للاقليم وتبيان مواقع الاستثمار وفرص النجاح ، يجب علينا ان نكون صرحاء : الناظور يهوي اقتصاديا وحتى اجتماعيا فهل سنغادره الى اقاليم اخرى اكثر تنظيما وافضل رواجا ، وعلى افتراض اننا نريد المغادرة والنجاة من السفينة هل سناخذ معنا مشاريعنا العقارية ومقاهينا وحتىثقافتنا ووو.... الاكيد مستحيل لذلك ايها المقاولون تعالوا الى كلمة سواء بيننا ان نتحد ونبحث عن الخلل في انفسنا اولا ثم في محيطنا ، ولنكن مبادرون بشكل ايجابي والا يسفوتنا القطار الذي نركبه جميعا الى غيررجعة ..