على الرغم من الجهود الرسمية، لمحاربة شبكات تهريب البشر من شمال المملكة صوب المدينتين، المحتلتين سبتة ومليلية، والجزيرة الأيبيرية، ما تزال مافيات التهريب، تستغل الأوضاع المزرية لبعض اللاجئين، والمهاجرين السريين، ل"إرغامهم على دفع مبالغ مالية كبيرة مقابل تهريبهم إلى الفردوس الأوربي". في هذا الصدد، كشف الموقع الإسباني "vozpopuli"، نقلا عن مصادر في مندوبية الحكومة الإسبانية، في مليلية، أن المهاجرين يدفعون إلى مافيات تهريب البشر أكثر من 12000 درهم، مقابل تهريب كل واحد في تجويفات محدثة داخل عربات تتنقل بين المدينتين المحتلتين والداخل المغربي. ويضطرون كذلك، حسب المعطيات المتوفرة، إلى دفع حوالي 10000 درهم ل"كراء" جواز سفر مغربي، إذ غالبا ما يلجأ إلى هذه الطريقة اللاجئون السريون، أو بعض المواطنين المغاربة، علاوة على دفع ما بين 5000 و10000 درهم لكل مرشح يرغب في الهجرة إلى أوربا على متن "قوارب الموت". المصدر ذاته، كشف أيضا نقلا عن عبد المالك البركاني، مندوب الحكومة الإسبانية بمليلية، أن المئات من المهاجرين السريين، الذين كانوا يتخذون في الآونة الأخيرة من جبل "غوروغو" حصنا لهم، شرعوا في النزوح في اتجاه مدينة سبتة، وضواحيها من أجل الوصول إلى إسبانيا، بعد تشديد الأجهزة الأمنية المغربية الخناق عليهم، على إثر الحريق، الذي اندلع في جبل "غوروغو" قبل أسبوع. ويشتبه في كون 7 مهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء، هم من يقفون وراء ذلك الحريق لإلهاء ومراوغة الأمن المغربي من أجل تنفيذ اقتحامات للسياجات الحدودية، حسب الرواية الرسمية المغربية. وكشف المسؤول الأوروبي، ضمن المعطيات التي تناقلتها وسائل اعلام اسبانية، عن وجود توقعات لدى وكالة الاتحاد الأوربي، لإدارة الحدود الخارجية، تبين أن "تدفق المهاجرين السريين واللاجئين القادمين من سوريا، وليبيا، والعراق، قد يغير وجهته صوب غرب البحر الأبيض المتوسط". وهو ما يعني، تزايد الضغط على البوابة المغربية الإسبانية، في ظل إغلاق طريق البلقان، وتركيا، واليونان. على صعيد متصل، اعترف عبد المالك البركاني، بكون عدد كبير من المهاجرين المغاربة، الذين كانوا يشتغلون في إسبانيا اختاروا بسبب الأزمة الاقتصادية العودة إلى الاستقرار في مدينة مليلية عوض الداخل المغربي، مما جعل عدد سكان المدينة تعرف ارتفاعا ملحوظا. يشار إلى أن إحصائيات قدمتها وكالة الأنباء الإسبانية "أوربا بريس"، كشفت أن حوالي 11200 مهاجر ولاجئ تمكنوا من الدخول إلى المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية من الداخل المغربي، برا أو بحرا، بطريقة غير شرعية عام 2015.