القصة بدأت سنة 1999، في بيت "إلياس العماري" الكائن بدوار"رجا فالله" بالعاصمة الرباط، كان حينها الملك محمد السادس قد وصل لتوه إلى الحكم، في فترة حاول خلالها الملك الشاب طي صفحة الراحل "الحسن الثاني"، عبر إقرار "هيئة الإنصاف والمصالحة"، وكان الحديث حينها عن التشكيلة المناسبة لتنزيل هذه الهيئة، التي تنظر في خروقات "مغرب الحسن الثاني". في خضم هذه الأجواء ظهر اسم "إلياس العماري"، الأمين العام الحالي لحزب "الأصالة والمعاصرة"، على الواجهة السياسية بالمغرب، بعدما سيصبح فيما بعد واحدا من رجال النفوذ والسلطة. "تيل كيل" اختارت لقاء إلياس في مدينة شفشاون، بعيدا عن صخب العاصمة، وقريبا من موطن الأصل، الأصل الريفي". اللقاء الأول بالهمة... صورة عبد الكريم الخطابي " بينما كنت أتناول وجبة العشاء رفقة ادريس بنزكيري وعلي بوزردة (مراسل رويترز) وعبد القادر الشاوي (السفير الحالي بالتشيلي)، هاتفني أحمد لحليمي ( آنذاك وزير اشتراكي)، ودعاني إلى منزله، وأجبته بأنني لست وحيدا، ومن الأفضل أن يلتحق بنا إلى المنزل"، وبالفعل، يضيف إلياس، "ظهر لحليمي، وكان برفقته فؤاد عالي الهمة، الذي كان يشغل آنذاك منصب الكاتب العام لوزارة الداخلية. "كنت سأرفض استقبال لحليمي إذا أخبرني أنه سيأتي مع الهمة"، يصرح إلياس. وعن أجواء اللقاء، قال إلياس إن "الأمور مرت بطريقة سيئة، ففي تلك الفترة، كانت المفاوضات مع الملك الشاب ما زالت في بدايتها، وكان اللقاء مع الهمة متشنجا، إلى حد إنني صرحت له "إنه يمكن توقيف كل شيء فيما يخص مشروع هيئة الإنصاف"، لقد كان اللقاء بالهمة باردا يؤكد إلياس، وبعد ما هم بالمغادرة، قدمت له صورة لعبد الكريم الخطابي، وقلت له بنبرة متشنجة نوعا ما: "ضع هذه الصورة عندك..حتى تتذكر جيدا هذا اللقاء". ورغم برودة هذا اللقاء، إلا أن العلاقة بين إلياس والهمة أصبحت فيما بعد "قوية"، الشيء الذي دفعهما إلى إنشاء "حزب الأصالة والمعاصرة سنة 2008". مع الملك في الصين... خلال زيارة الملك محمد السادس الأخيرة إلى جمهورية الصين، تساءل عدد من المتتبعين عن سبب حضور إلياس العماري الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة ورئيس جهة طنجةتطوانالحسيمة، إلى جانب "الوفد الملكي"، فهناك من أرجح سبب هذا الحضور إلى علاقته المباشرة بمستشار الملك فؤاد عالي الهمة، فيما فند إلياس كل هذه الإشاعات، حيث أكد أنه "نسج علاقات مثنية مع رجال الأعمال الصينين، خلال القمة الصينية-الإفريقية التي عقدت في جوهانسبورغ بجنوب إفريقيا في دجنبر 2015. وكشف العماري في حديثه لجريدة "تيل كيل" أنه عرض على الصينين فكرة الاستثمار في الشمال، بعد أن حدثهم عن "الرحالة الشهير ابن بطوطة" وعن تنقلاته التجارية عبر العالم. وقد سبق لإلياس، بحسب ما أوردته ذات المجلة، أن التقى القائد الكوبي فيديل كاسترو، وجافيز هوكو الرئيس الأسبق لفنزويلا، والرئيس السابق لأوروغواي خوسيه موجيكا. من يمول مشروعه الإعلامي... وعن مشروعه الإعلامي آخر ساعة" قال إلياس العماري إن " هناك مجموعة من المستثمرين داخل هذه المجموعة، فإلى جانب الكويتي إبراهيم أل ابراهيم، يوجد المشهر كريم بناني، وعبد الرحيم بن ضو (copralim)، وطاهر بميزاغ (الكتبية). وأضاف العماري أنه يتقاضى (كرئيس المجموعة) 80 ألف درهم كراتب شهري صافي إضافة إلى 45 في المائة من حجم الارباح، و 15 في المائة للمستثمر الكويتي.