يُعّد عبد الرحمان العيساتي من مواليد 1960 ببلدة ميضار الواقعة تحت النفوذ إقليم الدريوش، أحد المهاجرين الريفيين المغاربة الذين أفلحوا في البصم بنجاح بديار المهجر على مسيرة علمية متألقة، حيث نحت إسمه في مجال البحث الأكاديمي. العيساتي الذي أنشأ في مرحلة مبكرة من دراسته يهتم باللغة والتواصل، بدأ مشواره الدراسي بميضار، قبل أن يلتحق بأقسام الثانوية بمؤسسة "عبد الكريم الخطابي" الشهيرة وسط مدينة الناظور، من ثمّ استكمال دراسته الجامعية بالعاصمة العلمية بفاس، حيث تخرج منها بشهادة الإجازة في شعبة الآداب الإنجليزية وواصل في رحابها مشواره الأكاديمي في سلك الماستر، قبل أن يتوجه نحو التدريس في جامعة ابن طفيل بالقنيطرة خلال منتصف الثمانينات، بعد اشتغاله أستاذا لمادة الإنجليزية فترة مديدة بنفس ثانوية عبد الكريم الخطابي بالناظور التي درس فيها. بعد ذلك إنتقل العيساتي إلى الديار الهولندية، بعد أن قاده شغفه بالبحث العلمي إلى الديار الأروبية، ضمن بعثة مغربية موفدة إلى هناك بموجب اِتفاقية أبرمها الطرفين في إطار تعاون الجانبين في مجال البحث العلمي، حيث واصل تمكن من التخرج من جامعة "نايميخن" بشهادة الدكتوراه، ومنها انتقل إلى جامعة "تيلبورغ"ّ بهدف المزاوجة بين دراسة الإنجليزية واللغة الأمازيغية واللهجة المغربية، قبل أن تتوج رحلته البحثية التي امتدت لعقود زمنية بحالها، بتدريس طلبة "ماستر التواصل بين الثقافات" بجامعة أوتريخت.