أوساط تتحدث عن قطعه صلاته بالحزب وأخرى تتحدث عن دوره اللافت في خلخلة المشهد الحزبي نعمان الهاشمي صرح قيادي بارز في «الأصالة والمعاصرة»، يو م أمس، في معرض رده على سؤال حول غياب مؤسس الحزب فؤاد عالي الهمة، بقوله: «نحن معه على اتصال دائم»، غير أن كلام المسؤول الحزبي لم يبدد غيوم الشكوك حول استمرار ذلك الغياب لأسابيع عدة. وفيما عزت بعض الأوساط تراجع حضوره إلى إمكان تعرضه ل«غضبة شديدة» نتيجة خطب ما، رأت مصادر أخرى أنه قد يكون بصدد الإعداد لقطع صلاته بالحزب أو، على الأقل، لتمكينه من إدارة شؤونه بدون تدخل الرجل المؤسس. وكان لافتا أنه بخلاف الحضور الكثيف للنواب والمستشارين في التظاهرات التي يقودها الهمة، فإن ذلك الحضور تراجع إلى حد كبير في لقاء أمس بالرباط. وقالت المصادر إن غياب الهمة كان لافتا في مناسبتين على الأقل: الأولى عندما اجتمع نواب من حزبه في مدينة طنجة وقرروا أن يعارضوا حكومة عباس الفاسي «بلا هوادة»؟ والثانية في حملة انتخاب عبد الواحد الراضي رئيسا لمجلس النواب. وفي الحالتين، يقول مراقبون إنه لا يمكن لحزب الأصالة والمعاصرة أن يقرر أي شيء من دون موافقة مؤسسه الذي يكاد يكون وحده من يرسم خريطة تحركات الحزب. هناك فرضيتان في تفسير غيابه: إما أن يكون تجنب الظهور مباشرة في الصورة كي يتم اللجوء إليه، عندما تقتضي الحاجة ذلك، كإطفائي حرائق أو مرمّم أسوار، وإما أن يكون أقر مسافة بينه وبين الحزب «كي لا تحسب عليه هذه المواقف». لكن من وجهة نظر مقربين إليه، فإنه «يعجبه أن يفعل الشيء ونقيضه»، وتلك سياسة نهجها دائما في إدارة كثير من الملفات منذ أن كان مسؤولا في وزارة الداخلية. وقد قال في حقه رفيق دراسته يوما «إن بإمكانه أن يدوس على فرامل سيارة لا تزيد سرعتها على 140 كلم في الساعة ليجعلها تمضي بأكثر من مائتي كلم، لأن المهم لديه أن يصل عندما يقرر ذلك»، إلا أنه يتوارى إلى الخلف عندما يرى أن الواجهة تجلب المتاعب. غير أن دوره في خلخلة المشهد الحزبي يبقى لافتا، إذ استطاع في ظرف وجيز أن يصنع فريقا وحزبا أصبح ضمن المعادلات المحورية في الصورة السياسية. وربطت المصادر بين غيابه وبين توجيه انتقادات عنيفة إليه من طرف شريكه السابق في تشكيل الأصالة والمعاصرة عبد الله القادري، حيث إن هذا الأخير هاجم الحزب بقوة في تجمع خطابي انعقد في برشيد الأسبوع الماضي، وشارك فيه حلفاء الحزب الوطني الديمقراطي في تكتل جديد. المساء