في إطار البرنامج المسطر من طرف المجلس العلمي المحلي بالناظور ،الخاص بالندوات العلمية التحسيسية بمجال البيئة ، وبمناسبة الذكرى الأربعينية ليوم الأرض والبيئة ،كان مسجد الأميرة للا أمينة بالناظور اليوم على موعد مع محاضرة حول أهمية المحافظة على البيئة من المنظور الإسلامي ،من إلقاء كل من السادة رئيس المجلس العلمي المحلي بالناظور ميمون بريسول و الأستاذ عمر البستاوي عضو بذات المجلس وخطيب جمعة بمليلية المحتلة وقد حث المحاضرين المحاضرين جموع الحضور على أنه يجب أن يكون هناك تفاعل إيجابي بين الإنسان والبيئة ، وأن يكون ذلك التفاعل شاملا ولا يقتصر على زمان معين أو مكان معين ، وليصبح جهد الإنسان موحدا وموظفا توظيفا حضاريا وتاريخيا في ضوء العقيدة الإسلامية . وتتضح حاجتنا الماسة على حد تعبير المحاضرين إلى وجود التربية البيئية بصورة تطبيقية وليست نظرية في عصرنا الحالي ، خاصة إذا تعرفنا على مظاهر سوء استخدام البيئة في العالم ،أما البيئة في الإسلام ذات حرمة تقيها العبث والتلوث والاستنزاف، تستمدها من النصوص الشرعية التي نهت عن الإفساد في الأرض والإسراف في التعامل مع الموارد الطبيعية. وأمن البيئة يستمد قوته وتأثيره من قواعد الإسلام الأساسية التي دعت إلى احترام البيئة والعناية بها، ومن ذلك قاعدة التحليل والتحريم التي تقتضي من المسلم الامتثال للأحكام الشرعية التي نهت عن الفساد في الأرض. كالأساتذة المحاضرون على أن الإسلام دعا إلى استصلاح البيئة والحفاظ عليها، مظهراً خصائصها، لتكون محل اهتمام الإنسان وعنايته، وليدرك ارتباطه بها وضرورة حمايته لها. ومن ثم حثت الشريعة الإسلامية على العناية بالزراعة والثروة الحيوانية، ودعت إلى احترام البيئة وصيانتها، ورهبت من إهدارها أو إتلافها عبثاً. وقد شرع الإسلام الجزاء الأخروي والدنيوي الذي يحمي البيئة من الفساد ويصونها من التدوير والعبث، وعلقه على الاعتناء بالبيئة ترغيباً وترهيباً. إن مسألة أمن البيئة باتت مسألة من المسائل التي تشغل بال الأفراد والمجتمعات والدول، نظراً لتمادي الإنسان في اعتداءاته على مصادر البيئة، وسوء استغلاله لمواردها، وتدميره لمساحات كبيرة من الغابات، وإهداره لكميات هائلة من المياه، وتلويثه لنسبة عالية من الهواء. وقد تضاعفت في السنوات الأخيرة الجهود المبذولة من أجل المحافظة على عناصر البيئة ومحيطها، وتجاوبت النداءات الداعية إلى التعاون على إبقاء البيئة على فطرتها حماية لها من العبث، وتشكلت لجان ومؤسسات وهيئات تدافع عن البيئة وتذود عنها. لهذا كله إرتاء المجلس العلمي المحلي بالناظور إلى الإهتمام بالمجال البيئي على صعيد إقليمي الناظور والدريوش وذلك من خلال مجموعة من الندوات والمحاضرات وخطب الجمعة على مدى أسبوع ، مما يزيد نوعا من التوعية والإهتمام أكثر بالمجال البيئي والأرض ،وقد قال سبحانه وتعالى "ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود، ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور". سورة فاطر الآية: 27 – 28.