في سابقة غريبة وخطيرة في نفس الوقت، قال المتخصص في التاريخ المغاربي، " بيير فيرميرن "، أن منطقة الريف بالمغرب شكلت "مشتلا" لتفريخ الجهاديين والمتطرفين في اتجاه أوربا، مشيرا إلى أن الظروف والمعاناة التي عاشها أبناء المنطقة خلال فترة الاستعمار الاسباني للمغرب، والتهميش الذي عانوا منه في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، دفعهم إلى الاتجار في المخدرات، وتشكيل مجموعات اعتبرت بمثابة " فريسة " للتنظيمات المتطرفة. وزاد الخبير في تحليله الغريب على أن المهاجرين القادمين من الريف كونوا مجموعات كبيرة تعاطت لجميع أشكال الاقتصاد غير المشروع، وعانت من الفقر والعولمة، وهي الوضعية التي أثارت الدعاة السعوديين والإيرانيين، الذين أصبحوا أكثر اهتماما بهؤلاء"، يقول المحلل البلجيكي، الذي شدد على أن الدعاة السلفيين القادمين من الشرق الأوسط، خصوصا السعودية، عملوا على تحويل جزء من هؤلاء الشباب إلى أصوات معارضة ومعادية لمخزن الحسن الثاني". لم يكتفي بيير فيرميرن بهذا الحد، حيث أكد على أن الريفيين يمارسون جميع أنواع التجارة الغير مشروعة، وأن بلجيكا، مضيفا أن الأسر الريفية شكلت "مصدرا " للتجنيد والاستقطاب لكون العلاقات داخلها تتأسس على الولاء والطاعة بين الآباء والأبناء بعيدا عن كل أشكال الرفض، مما يؤثر بشكل سلبي على شخصيتهم التي تصبح مع مرور الوقت قابلة ل "الشحن " بأفكار التطرف وتنفيذ أوامر التنظيمات المتطرفة الإرهابية دون تساؤل أو تعليق. المختص ذهب إلى أبعد من ذلك لحلل في بنية المجتمع الريفي تتميز بانتشار قيم " الشرف "، " الانتقام "، "العرض" و " الانصياع للأوامر "، " الثورة " وهي القيم التي تدفع العديد من الشاب إلى رفض الآخر ومن ثمة يشكلون " فريسة " للتنظيمات الإرهابية المتطرفة، مشيرا إلى أن شباب الريف لازال يعيش على أنقاض بطولات عبد الكريم الخطابي وانتصاره في معركة " أنوال "، و القمع الذي تعرضوا له في عهد الملك الحسن الثاني، وأفكارهم الثورية المعادية للنظام والدول المستعمرة، وحرب الريف التي تعرض فيها السكان هناك للقصف بالغازات السامة. ومن المنتظر أن يثير هذا الموضوع الكثير من ردود الأفعال خصوصا أوساط الجالية الريفية، والتي ترفض أن يتم ربطها بالإرهاب وتجارة المخدرات، خصوصا أن هناك العديد من الريفيين الذين وصلوا إلى مراكز قرار مهمة في دول الإقامة، وأبطال رياضيين وسياسيين وفنانين.