تم بسفارة دولة قطر بالرباط أمس التوقيع على اتفاقية لتمويل مشروع بناء 204 وحدات سكنية اجتماعية في مدينة أصيلة (شمال المغرب) بتكلفة قدرها 11 مليون دولار. وقع الاتفاقية سعادة السيد صقر بن مبارك المنصوري سفير الدولة في المملكة المغربية، وسعادة السيد محمد بن عيسى الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة (المؤسسة المشرفة على تنفيذ المشروع). كانت دولة قطر مولت قبل أربع سنوات مشروع بناء 192 وحدة سكنية اجتماعية بالمدينة نفسها. وفي هذا الصدد أكد سعادة السيد صقر بن مبارك المنصوري أن هذه الاتفاقية تندرج في إطار دعم العلاقات الطيبة القائمة بين البلدين الشقيقين، وقال في تصريح هاتفي ل «العرب»: «بناء على توجيهات من حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى جاءت هذه الاتفاقية لتدعم العلاقات المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين». وأضاف سعادته: «لا ندخر جهدا في دعم الإخوة الأشقاء بالمغرب ونأمل مزيدا من التعاون والتوفيق والنجاح، ومزيدا من الدعم للعلاقات الطيبة بين البلدين الشقيقين». وفيما أكد سعادته أن المشروع لا يزال في فترة الدراسات الأولية، عبر عن أمله في أن يبدأ تنفيذ هذا المشروع خلال الشهور القليلة المقبلة، مشيراً إلى أن مدة إنجازه تصل إلى نحو 26 شهرا اعتبارا من بداية عمليات التنفيذ. وأوضح سعادته أن المشروع يأخذ طابعا اجتماعيا، باعتباره يركز على ذوي الدخل المحدود، وقال إن هذا المشروع سيشكل عاملا إيجابيا ضمن جهود القضاء على مدن الصفيح. وأشار سعادته إلى أن مشروعا مماثلا سبق تمويله بغرض بناء 192 وحدة سكنية قبل أربع سنوات بالمدينة ذاتها، وقال إن عمليات التنفيذ انتهت وسيتم الاستفادة منه خلال شهر يوليو المقبل. وكشف سعادته عن أن مشروعا آخر سيتم البدء في تنفيذه بالمملكة المغربية بتوجيهات من حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى ويتعلق الأمر بتشييد «سد مرزوكة» مع حواجز مائية بتكلفة تربو عن مليوني دولار، وقال إن الأشغال ستبدأ في خلال شهرين تقريبا، وذلك لفائدة ساكني هذه المنطقة التي كانت تكبدت أضرارا قبل سنتين, على خلفية الفيضانات التي اجتاحت بعض المناطق بالمغرب. ولفت سعادته إلى أن هذه المشاريع وغيرها تأتي من منطلق توجيهات حكيمة من سمو الأمير لتكريس التعاون الاجتماعي، وقال إن هذا الأمر مهم جدا بحكم الروابط القوية التي تجمع بين الشعوب العربية. وبين سعادته أنه من هذا المنطلق كان هناك اهتمام كبير من القيادة الحكيمة بقطر بدعم مثل هذه المشاريع، وخاصة تلك التي يستفيد منها ذوو الدخول المتدنية، معربا عن أمله في تحقيق هذه المشاريع لما هو منتظر منها، وأن تعود بالنفع على أصحابها. وختم سعادته بالقول إن «العلاقات بين البلدين الشقيقين متينة، لكن من دون شك هذه المشاريع سيكون لها دور إيجابي في ترسيخها». من جهته ثمن السيد محمد بن عيسى, الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة, الجهود التي تقوم بها دولة قطر بغرض مواجهة ظاهرة دور الصفيح، وقال في تصريح هاتفي ل «العرب»: «نقدر عاليا هذه الالتفافة الكريمة من حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد ومن الحكومة القطرية». وأضاف: «نعبر عن امتناننا وتقديرنا لكل ما تقوم به قطر في المساعدة على التغلب على دور الصفيح»، مشيراً إلى أن هذه الاتفاقية تخص الشطر الثاني لمشروع بناء مساكن لإيواء قاطني دور الصفيح في مدينة أصيلة، فيما تم الانتهاء من بناء نحو 200 شقة. ووصف السيد محمد بن عيسى هذه الاتفاقية بأنها «هدية من حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى»، مبينا أن مثل هذه المشاريع هي جزء من العمل التعاوني المشترك بين البلدين الشقيقين بقيادة جلالة الملك محمد السادس وسمو أمير البلاد المفدى. وذهب السيد محمد بن عيسى إلى أن مثل هذه المشاريع التي تدعهما قطر ودول خليجية أخرى تشكل دعما قويا لجهود المملكة المغربية وتوجهاتها لتحسين نوعية الحياة وتوفير سبل العيش الكريم للمواطنات والمواطنين، مشيراً إلى أن المغرب أطلق بقيادة جلالة الملك محمد السادس مشروعا وطنيا يستهدف القضاء على دور الصفيح في جميع أرجاء المغرب، وقال إن ما نقوم به في أصيلة جزء من هذه الحملة المغربية التي تتوخى القضاء على الفقر. وأشاد السيد محمد بن عيسى بالدور البارز الذي تضطلع به قطر في إقامة, والمساهمة في تنفيذ العديد من المشاريع التنموية بالعديد من البلدان العربية، سواء التي تقوم بها الحكومات أو القطاع الخاص, وثمن سعادته مرة أخرى الجهد القطري قائلا: «سوف نحتفظ دائما بالتفاتة صاحب السمو». وفي صعيد متصل أكد محمد بن عيسى، الذي شغل منصب وزير الخارجية بالمغرب في وقت سابق، أن التعاون الثقافي بين المغرب ودولة قطر قائم على أسس متينة وعلى عدة مستويات، واستدل على ذلك بالدعم الذي تقدمه قطر سنويا لموسم أصيلة الدولي، علاوة على ما حظي به الأسبوع الثقافي المغربي ضمن فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة العربية من تغطيات بارزة من لدن الصحف القطرية. يشار إلى شركة الديار القطرية تنفذ حاليا مشروعا سياحيا ضخما على السواحل الشمالية بالمغرب تحت اسم «مشروع هوارة» بتكلفة تقدر ب660 مليون دولار.