رشدي المرابط يوم الأربعاء 24 مارس انطلق سيرك موناكو في تقديم عروضه بالحسيمة وذلك بالمصلى الوحيد الذي تتوفر عليه المدينة، وستستمر العروض إلى يومه الأحد 28 من نفس الشهر وبنفس المدينة. وتعتبر هذه الجولة، الثانية من نوعها والتي تقوم فيها فرقة سيرك موناكو بتقديم عروضها بهذه المدينة الصغيرة موفرة بذلك مجالا ترفيهيا مميزا ونوعيا في حد ذاته. في يوم الثلاثاء 23 مارس انطلق موكب الفيلة الأربعة للفرقة مع شاحنتين من الحجم الكبير يقطع عرض شارع بئر أنزران مارا بالإعدادية الجديدة على الساعة 12 زوالا والتي تمثل ساعة الذروة بالنسبة للمدينة كغيرها من المدن المغربية. وتسابقت جحافل من تلاميذ الإعدادية وثانوية مولاي علي الشريف والمواطنين المارين لمشاهدة الفيلة التي تمشي بتؤدة وخيلاء مضفية على المنظر هيبة قل نظيرها، ويتبعها عناصر من الشرطة على الأقدام وهم فيما يبدو عليهم أنهم يذبون الذباب عن الفيلة المهيبة كما علق أحد الظرفاء، بالنظر إلى أن توفير الأمن للمواطنين من هاته المخلوقات العملاقة لن يتأتى بهذا الأسلوب الذي نهجه مدير الأمن الإقليمي بالمدينة. وفي نفس السياق، تسبب الموكب في عرقلة حركة المرور بدء من حديقة 3 مارس مرورا بشارع بئر أنزران ووصولا إلى مصلى المدينة وذلك لما يزيد عن الساعة، فاختنقت بذلك الحركة المرورية وإن ساهم المشهد المهيب للفيلة في التخفيف من حنق المواطنين وغضبهم. بالنسبة لفرقة سيرك موناكو كانت ساعة الذروة هاته فرصة ذهبية للدعاية والترويج المجاني لعروضها، وبالنسبة لمدير الأمن الإقليمي كانت خطأ جسيما أو على الأقل إغفالا خطيرا لأبسط القواعد التي ينبغي مراعاتها في ضبط حركة المرور، وهو دعا مجموعة من الفعاليات الجمعوية بالمدينة إلى القول بضرورة تقديم توضيح بهذا الصدد من طرف المسؤولين وعلى رأسهم مدير الأمن الإقليمي. وفي الأسبوع المنصرم، وفي إحدى جولات الحوار بين السلطة المحلية ونقابة تجار سوق ميرادور التي تقدمت فيها بمقترح ترحيل التجار إلى مصلى المدينة، كان رد باشا المدينة أن ذلك مستحيل تماما اعتبارا لقدسية وحرمة المكان وما يمثله من رمزية لدى ساكنة المدينة، ليتفاجأ تجار سوق ميرادور اليوم بتخصيص نفس المصلى المقدس لفرقة سيرك موناكو وحيواناتها التي تعتبر في الشرع الاسلامي دنسة ونجسة، ولا يجوز أن تطأ أماكن صلاة المسلمين بأي حال من الأحوال، مما دفع أحد التجار إلى القول بأن "تجار سوق ميرادور أكثر دنسا من هذه الحيوانات". ومن جهة أخرى، استغرب عدد من المواطنين الصمت المريب للمجلس العلمي المحلي ومندوبية الأوقاف والشؤون الاسلامية بالمدينة، في حين أكدت إحدى مصادرنا إلى إمكانية وجود تعليمات صادرة من جهة أمنية بعدم التعرض للموضوع تماما ما دفع كلا الجهتين إلى غض الطرف عنه. وفي سياق ذو صلة، أثار موضوع قدسية المصلى الوحيد بالمدينة العام المنصرم، ردود فعل سلبية لدى عدد من الهيئات المدنية وصلت إلى حد إصدار بيانات تنديدية بهذا السلوك، كما أثار انتهاك حرمة المصلى استياء عاما لدى المواطنين بالمدينة، لكن الغريب هذه السنة أن كل الفعاليات سكتت تماما عن الموضوع، رغم وجود خبر غير مؤكد حول استعداد هيئة مدنية بالحسيمة لطلب فتوى من المجلس العلمي الأعلى في موضوع "جواز انتهاك حرمة المصلى من طرف أمثال هذه الحيوانات التي تتوفر عليها فرقة سيرك موناكو". ومن جانب آخر، تؤكد مصادر عديدة على أن بلدية مدينة الحسيمة قد قدمت إعفاء لإدارة سيرك موناكو من أداء الرسوم الجبائية المفروضة على لوحات الإشهار التي نشرتها الفرقة في جل أطراف المدينة وهو ما لم يتسنى التأكد منه من طرف المجلس البلدي للحسيمة.