قام جلّ شباب مدينة طنجة مؤخراً، بتنظيم مبادرة في منتهى الروعة والرقيّ والذوق، عَنَتْ بإضفاء مسحات من الجمالية والنّضَارَة على المظهر الخارجي لشوارع وأزقة أحيائهم السكنية، وتنقية محيط أرجائها عامّة، إلى أن بدت كما لو أنّها تحفٌ ولوحات فنية تغري المرء بالسّكن والمكوث داخلها. أبناء أحياء عروسة الشمال التي عوّة المغاربة أجمع على كونها دائما حاضرة الجمال والذوق الرفيع في شتى المجالات، قاموا بمطابقة ألوان المنازل، حيث جعلوها موحدة بلونٍ واحد وفق ما تتطلبه خصوصية منطقتهم السياحية، كما بادروا إلى تثبيت فصوص الورود والمزهريات بمحاذاة كلّ باب من الأبواب الخارجية للمنازل، إلى جانب تأثيثهم مشاهد الأزقة والدروبات بالجداريات التعبيرية والبالونات الملوّنة فوق سمائها، في منظر آية في الجمال. طنجة وبعد تلقينها درساً بليغاً للمغاربة أجمع في كيفية لمّ شمل الساكنة والإحتجاج بطرق حضارية وسلمية تضرب خلالها بقوّة وتصيب الهدف بعد أن فكرّت بصمت، ها هي مرّة أخرى تُلقّن درسا آخر في كيفية جعل المدن كيفما كان مؤهلاتها ومقوماتها، أن تُحوّلها إلى جنانٍ وتحفٍ ولوحات ولو بإمكانيات بسيطة وضئيلة للغاية، فهل سيتعلم أبناء وشباب الناظور وسائر جمعياتها، درس الحفاظ على رونق وجمالية وبيئة المدينة؟!