نورة الصديق تمتلك شلالات أوزود النابضة بالأصالة والجمال من أسرار السحر والجمال ما يجعل المرء شغوفاً ليضعها في سويداء قلبه ، من جمالها الأخاذ ينبثق العشق والهيام .. ومن مروجها الخضراء ترتسم أجمل اللوحات الربانية التي تأسر القلوب و تجذب النفوس العاشقة على كل ماهو جميل ... من أين ما أردت الوصول إليها ترافقك أسرار الجمال وفي مستقرها تجد نفسك في رحابة المكان و نقاوة الهواء,ويستهويك النظر إلى جمال محياها فلا يسع روحك وأنت تتجول في ربوعها الغناء إلا أن تخضر باخضرارها وترفرف مع أنسامها التي تداعب الزهر و أشجار الزيتون الوارفة الظلال, كأنها أنفاس الأحبة وبأهازيج طيورها وأغنياتها الصداحة , وزهو فراشاتها على زهرة المكان, وغطائها النباتي الكثيف الموشى بخلد الاخضرار يجعل منها سيمفونية عذبة تعزف الطبيعة على أوتارها ثنائية الزرع وصخب الشلالات... تراود أبناء هذه الشلالات الرائعة مشاعر القلق مصحوبة بالحيرة ,مما تكابده المنطقة في موت سريري أنشب أظافره في جسدها الموشي بالحسن و النضارة ,ليجعلها تعيش في وحل العشوائية و التماطل و الإهمال أمام صمت مريب للجهات المسئولة ,و السلطات المحلية التي لم تعد تكلف نفسها أدنى جهد في خدمة المنطقة و تفقد أحوالها... وتقف أمام هذه المنطقة الساحرة هموم و قضايا ملحة متعلقة ببنيتها و مشاريعها تقف حجرة عثرة أمام مستقبلها السياحي و سمعتها الشهيرة المصونة , هنا تبرز العديد من التساؤلات إزاء مستقبل هذه المنطقة الفاتنة التي بفضل عواملها الطبيعية وظروفها المناخية ووفرة أسباب استقرار الإنسان وروعة الحياة فهي لا تزال أرضاً بكراً قابلة لكل أصناف الاستثمار إلا أنها لم تنل من الاهتمام والترويج والعمل بقدر ما يطالها من التدمير والإهمال والعشوائية في بيئتها الزراعية والسياحية والخدمية التي ستؤهلها لتكون قبلة للسياحة ومأوى لأفئدة المغرمين بحبها ... ومن هذه القضايا هم البيئة التي تحتضر و تعيش أرذل أيامها,و على وشك لفظ أنفاسها الأخيرة, في مرحلة تزامن العطلة الصيفية ,حيث تشهد توافدا غفيرا للسياح خاصة المغاربة,و تشتكي من تصرفات الزوار الذين يفتقرون إلى الحس البيئي,يرمون النفايات أينما حلوا و ارتحلوا إلا من رحم الله ,في الأدراج ,في الشارع , في الأزقة , أمام عتبات المنازل التي يكترونها , و أمام عتبات الجيران... بسبب قلة سلات المهملات في الأماكن العمومية, وعدم توفير لافتات و جداريات تحث على المحافظة على البيئة...ووجود متطوع واحد يجمع النفايات المنزلية و الفضلات المشابهة لها و نقلها و إيداعها بمطرحها المخصص لها,بسيارته الخاصة (بيكوب) إلا أنه يعاني كثيرا و يشكو عدم أداء الساكنة لواجبها الشهري,وهل تكفي سيارة واحدة لمنطقة سياحية من هذا الحجم ؟ وشاحنة الجماعة راكنة تصدأ تحت الشمس الحارقة,تندب حظها, وتشكو الإعاقة المستدامة؟؟ و على السلطات المحلية السهر على ضمان الوقاية الصحية و النظافة و حماية البيئة,و محاربة جميع أشكال التلوث, و ذلك بتكثيف الجهود و توفير سلات النفايات بكثرة جانب الأدراج المؤدية إلى البحيرة أسفل الشلالات و على ضفاف الوادي و التي تعد برؤوس الأصابع, و كتابة لافتات و تعليقها أمام أنظار الزوار لتوعيتهم بأهمية المحافظة على البيئة , و تطوع بعض الشباب للقيام بالحملات التحسيسية للزوار المغاربة الذين يلوثون المنطقة و يرحلون,ويبادر شباب المنطقة و يتطوعون لجمع نفاياتهم...ولن يتم هذا الا بمبادرة المجتمع المدني , بتشبيك الجمعيات المحلية و التعاون فيما بينها و تضافر الجهود لإعطاء المنطقة وجها فاتنا جميلا , يجذب إليه كل ناظر... الحديث في هذا الموضوع ذو شجون فقد بحت أصوات المنادين برد اعتبار للمنطقة ولكنها لا تجد سوى آذان صماء وأعين عمياء, فأين من يؤنبهم الضمير وتهز مشاعرهم الآهات التي تنبعث من الآلام المحفورة في الصدور؟ و إلى متى ستبقى المنطقة بدون إنارة في الشوارع التي تكتظ بالزوار, أما سكان المنطقة فألفوا المشي في الظلام, من الشفق و الغسق إلى ظهور الخيط الأبيض من الفجر؟إلى متى تمشي الساكنة في الظلام ؟و إلى متي سيتعثر الغرباء عن طرقاتها؟ أم بشر المشاءين في الظلم بالنور أم بالخطر أم ب...؟ [/RIGHT ]