بدأت ترصد الأجهزة الأمنية الإسبانية تهريب طائرات بدون طيار كميات محدودة من المخدرات من شمال المغرب نحو الأندلس وقد يتخذ الأمر أبعادا مقلقة مستقبلا خاصة في حالة تهريب الكوكايين. وعالجت جريدة الباييس في عددها الصادر يومه الأحد التطور الذي طرأ على تهريب المخدرات من شمال المغرب نحو جنوباسبانيا. ويعتبر المغرب وخاصة شماله أكبر منتج للقنب الهندي في العالم، بينما تشكل اسبانيا البوابة الرئيسية لهذه المخدرات نحو أوروبا بل الى حدود روسيا. ويتجلى التهريب الكلاسيكي في استعمال زوارق سريعة في مضيق جبل طارق وتطور الأمر الى تهريب المخدرات في أعالي البحار. وخلال السنوات الأخيرة، رصدت الأجهزة الأمنية المغربية والإسبانية استعمال العصابات طائرات ومروحيات في تهريب المخدرات. ومما يساعد في عمليات التهريب جوا، وجود نوادي طيران للهواة عديدة في مجموع اسبانيا ومنها الأندلس، الأمر الذي يسهل عمليات الإقلاع والهبوط بدون مراقبة في غالب الأحيان خاصة في الليل. في الوقت ذاته، وجود كميات هائلة من الطائرات التي تستعمل في رش المبيدات في الحقول والتي يجري تغييرها بشكل دوري، مما يجعل الطائرات متوفرة للتهريب وزهيدة الثمن، إذ تصل في بعض الأحيان الى 60 ألف يورو وتحمل ما بين 500 كلغ الى طن من القنب الهندي. ويساهم القرب الجغرافي في مضيق جبل طارق التهريب، إذ لا تتعدى المسافة ذهابا وإيابا مائة كلم وفي بعض الأحيان نصف المسافة، عندما تكون نقطتا الهبوط والاقلاع قريبتين من ضفتي المضيق. ومما ساعد بشكل كبير في التهريب هو تولي ربابنة من بعض جيوش أوروبا الشرقية قيادة هذه الطائرات. وكان الحرس المدني قد عثر خلال يناير الماضي على جثة بالقرب من مالقا جنوب البلاد بعدما سقطت طائرة مروحية، وكشفت التحريات أنها تعود لمدرب طيران تابع لسلاح الجو الألباني كان يقصد منطقة الأندلس لقضاء العطلة، وخلال العطلة يقوم بتنفيذ عمليات تهريب من شمال المغرب. وتعتقد مؤسسة الحرس المدني وهي شرطة عسكرية مكلفة بمراقبة الحدود أن التقنية العالية في التهريب جوا تؤكد وجود خبراء في الطيران لهم خبرة عسكرية متورطين مع عصابات الإجرام المنظم ومصدرهم من أوروبا الشرقية.