تحول شهر رمضان من شهر المغفرة والرحمة إلى شهر تستفحل فيه الدعارة بشكل ملفت للنظر، حيث يخصص النهار للصيام والعبادة فيما تنقلب الموازين بعد الفطور وبالتحديد بعد الانتهاء من صلاة التراويح حيث تعج الأماكن المعروفة بتردد بائعات الهوى مثل كورنيش الناظور والأماكن العمومية التي تعرف حركة دؤوبة، بأنشطة التحرش واقتناص الراغبات في قضاء ليال حمراء. على طول الكورنيش الذي يقصده الآلاف وتظل الحركة في المنطقة نابضة إلى ساعات متأخرة من الليل، تكثر مظاهر الفساد المتمثلة في تجوال عدد من العاهرات، أمام صمت وتغاض مفضوح للعناصر الأمنية في التعاطي مع هذه الآفة التي تمس بحرمة هذا الشهر المبارك. ولا يتوانى عدد من الشباب في اقتناص فرائسهم خصوصا مستعملي العربات الفاخرة، فتجد مظاهر ركوب الفتيات للسيارات متجلية بشكل يلفت الأنظار أكثر مما هو سائد في باقي الشهور الأخرى، وفي أفضل الأحوال يكتفي هؤلاء الشباب بالظفر بأرقام الهاتف انتظارا لتحديد الموعد في وقت لاحق. والمعضلة الكبرى أن العناصر الأمنية تعاين هذه الظاهرة المنتشرة بكثرة دون تحريك ساكن فيما ما يزال الجدل قائما حول اعتقال صاحبتي التنورة بإنزكان بتهمة الإخلال بالحياء العام ومدينة الناظور ترتفع في سلم الفسق الاجتماعي والفساد الأخلاقي درجات كثيرة أمام صمت لا مبرر له. وحسب تصريحات متعددة لعدد من رواد الكورنيش أفادوا أن مظاهر الفساد مستشرية فعلا في ذات المتنفس البحري الذي يعرف استقطاب أعداد غفيرة من الباحثين عن قضاء أوقات ممتعة ليلا في انتظار العودة إلى المنزل لتناول وجبة السحور. وأضافوا مستغربين كيف تنتشر هذه الظاهرة التي كان يجب أن تخف حدتها احتراما لهذا الشهر الكريم وإذا الجميع يتفاجأ بانتشارها أكثر من أي وقت مضى، مبررين ذلك بكون أغلب من تعود على ممارسة هذه الظاهرة ينتظر الليل حيث يقصدون الكورنيش مجتمعين أمام تساهل الفتيات سواء عاهرات أو غيرهن ورغبتهن أيضا في تحولهن إلى هدف للباحثين عن المتعة الجنسية.