فندق الإسلام أو أوطيل عبد القادر بوعنان كما هو شائع عند رواد شارع الماريشال محمد أمزيان بمدينة الناظور، لكن القليل من يعرف ماضي هذا الفندق الذي لعب دورا محوريا في تفعيل الحركة التحررية بشمال افريقيا. فبين سنتي 1953 -1962 كان نزلاء هذا الفندق من الشخصيات غير العادية، حيث كانوا بعيدين عن السياحة والترفيه، فقد كان معظم رواده مقاومين مثل الرؤساء السابقين للجزائر: أحمد بن بلة، الهواري بومدين ومحمد بوضياف، ولا ننسى المجاهد الشهيد العربي بن مهيدي، وكذلك المجاهد عبان رمضان ، بالإضافة إلى الصحفي الذائع الصيت الذي قال عنه الرئيس هواري بومدين، في مقولة مشهورة ( صوته يساوي نصف الثورة)، إنه الصحفي رشيد مسعودي المعروف برشيد كازا، الناشط في إذاعة الثورة الجزائرية الحرة التي كانت تبث أمواجها من مدينة الناظور. وأعظم شخصية عالمية نزلت بفندق الإسلام هو الرئيس الجنوب الإفريقي الأسبق نيلسون مانديلا، فقد كان واحدا من رواد هذا الفندق، ولا ننسى ربان باخرة دينا المحملة بالأسلحة التي قدمت من بورسعيد ( مصر )، إلى الناظور سنة 1955 ، فقد أرسل الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر هذه الباخرة لدعم ثورتي المغرب والجزائر، وقد كان ربانها السوداني إبراهيم النيال هو الآخر من رواد فندق الإسلام بالناظور، ومن الشخصيات المصرية التي ترددت على الفندق، نذكر الكولونيل عبد المنعم النجار، ممثل جمال عبد الناصر لدى جيش التحرير المغربي، إضافة لممثل المقاومة التونسية السيد حافظ إبراهيم الذي كان هو الآخر من رواد الفندق عبد القادر بوعنان، ولا نغفل الإشارة إلى أن الحركة التحررية بالمغرب كانت تنسق مع الأمير محمد عبد الكريم الخطابي المقيم آنذاك بالقاهرة، فقد كان الأمير يمثله لدى جيش التحرير المغربي السيد الطيب محمد الطيب شكري، المكلف آنذاك بالتنسيق مع الثوار المغاربة من خلال تواجده في فندق الإسلام . وحتى قادة إنتفاضة 16 غشت 1953 بوجدة، كانوا ينشطون ويخططون من داخل غرف هذا الفندق، ومن ألمع أسماء المقاومة في وجدة التي كانت تخطط إنطلاقا من فندق الإسلام، نذكر منهم : السيد أحمد الميد والمقاوم محمد الهاشمي المير، والمقاوم مربوح التومي ورفيقهم في السلاح عبد الصادق بوتشيش، هؤلاء كلهم كانوا يتخذون من فندق الإسلام غرفة عمليات لحربهم ضد الإحتلال الفرنسي لمنطقة وجدة . وحتى مقاومة الدارالبيضاء كان لها ممثلا في هذا الفندق يتمثل في شخص محمد أوجار المعروف باسعيد بونعيلات. وبالتالي يظهر لنا أن هذه البناية الفندقية قدمت خدمات جليلة للحركة التحررية بالمغرب وشمال أفريقيا، لكن شاء لها القدر أن يطالها النسيان ويغطيها التهميش، وتقصى من الذاكرة التحررية المغاربية