أصبح معبر بني انصار بعد أشغال الإصلاحات التي خضع لها خلال الأشهر القليلة الماضية يكتسي حلة جديدة ويستجيب لبعض مطالب الإرتقاء بهذه النقطة باعتبارها بوابة الناظور من وإلى أوربا، خاصة في ظل الحالة الفوضوية ومظاهر الإزدحام وانتهاك كرامة الإنسان من خلال صور البؤس اليومي التي ظلت عالقة بالأذهان طيلة السنوات الماضية، بل وأُطلق على هذه النقطة "بوابة العار". الإصلاحات وبعض التغييرات التي همّت معبر بني انصار والتي ستساهم في تنظيم حركية العبور والدخول نحو مدينة مليلية وكذا الرقي بمستوى تسهيل مأمورية الولوج نحو ذات المدينة، هي نفسها الإصلاحات التي تقابلها في الجانب الآخر، حيث عززت السلطات الإسبانية من جهتها إمكانيات وتجهيزات ذات النقطة الحدودية وأخضعتها لإصلاحات، وهو ما يعكس الإجراءات التي باشرتها نفس السلطات بعد الزيارة السابقة التي كان قد قام بها وزير الداخلية الإسباني إلى نفس المكان للوقوف على التدابير التي يمكن اتخاذها قصد إيجاد الحلول للمشاكل اليومية التي يعرفها معبر باب مليلية بين عناصر الشرطة الإسبانية والمواطنين المغاربة، وغالبا ما كانت تكتسي طابع الاصطدام والعنف وانتهاك حقوقهم. إلاّ أن هذه الإصلاحات التقنية لا بد أن توازيها تدابير وإجراءات تهدف إلى إصلاح التعاملات والسلوكات والممارسات التي يشهدها هذا المعبر بشكل يسمح بالقضاء على مظاهر الفوضى والإزدحام والتجاوزات المتفشية هناك، عبر تنظيم كل العمليات التي يستوجبها العبور من وإلى مدينة مليلية وإنهاء تواجد أشخاص ينحدرون من أنحاء شتّى، وفيهم من الأشخاص من له سوابق قضائية أو حتى من المبحوث عنهم في جرائم ما، يحترفون السرقة والخطف وإحداث الفوضى وأشياء أخرى ومعاكستهم للقاصدين التوجه إلى مليلية، وهو ما يزيد من سلبيات ومظاهر الفوضى. إضافة على الممارسات الناجمة عن نشاط التهريب المعيشي.