رغم طول الإنتظار والترقب الذي يتابع به الرأي العام المحلي حالة الوفاة لمغني الرّاب الأمازيغي الملقب فنيا ب "ريفينوكس"، ومطالبة عائلته مؤازرة ب "لجنة متابعة الوفاة الغامضة للحسين بلكليش" بالإسراع في كشف وإعلان نتائج التشريح الطبي وتعميق البحث في الظروف والملابسات المحيطة بهذا الحادث، لازال التكتم الشديد يطبع هذا الملف في غياب أي تأكيد أو معطى يفك لغز "وفاة" شاب في 22 من عمره. مصدر متتبع لتفاصيل الملف، قال في اتصال معه أن نتائج التشريح الطبي قد تجلّت، وهي موجودة منذ 4 أيام، وتم التعرف من خلالها على الآثار التي تحملها الجثة التي تم العثور عليها يوم 22 مارس 2015، كما تم التعرف عن الأسباب التي كانت وراء هذه الوفاة، إلاّ أن نتائج تحليل A.D.N هي التي يتم انتظارها على أن يتم التعرف عنها في غضون هذين اليومين. أما بالنسبة للأبحاث الجارية من طرف السلطات الأمنية، ممثلة في الدرك الملكي، فلم يتسرب عنها شيئا لحد الآن ولا تُعرف طبيعة المعطيات المتوفرة لديها ومستوى تقدم البحث القضائي الجاري، رغم إلحاح وتأكيد عائلة الهالك على ضرورة تسريعها وكشف حقيقة مقتل ابنها، ومناشدتها بأن يتم تسليمها جثمان الحسين بلكَليش لدفه، خاصة أمام الحالة التي توجد عليها العائلة – وهو ما أكده ولد الضحية الذي طالب بأن تُنهى هذه التراجيديا والآلآم التي يعيشونها-. كما تأكد استدعاء عائلته عدة مرات وأشخاص آخرين، من بينهم شخصا تم الاستماع لإفادته بعد أن أخبرت العائلة عناصر الدرك بكون الشخص المذكور سبق أن اتصل بولده وأخبره بأن ابنه يوجد في "مأمن"، وفق ما أفاد به والد الضحية. وعلاقة بالموضوع ذاته، قال مصدر آخر أن السلطات الأمنية تتوفر على معطيات هامة وأنها أصبحت تتوفر على ما يفيدها في تحديد معالم سيناريو ابتدأ ب "اختفاء مفاجئ" وانتهى ب "وفاة غامضة"، إلاّ أن السؤال المطروح في هذه الحالة، هو: ما الذي يجعل الأجهزة الأمنية لا تتخذ الإجراءات اللازمة وتحدِّدَ الأطراف التي من الممكن أن تكون وراء "مقتل" ريفينوكس، في ظل تصريحات تؤكد استبعاد فرضية الانتحار بصفة نهائية. إضافة إلى تساؤلات أخرى تهم مدى وجود تعاون بين مختلف الأجهزة الأمنيّة في هذه القضية. هذا، وقد شهدت الأيام الماضية تحرك لفعاليات مدنية وجمعوية قصد تتبع هذا الملف وتشكيل لجنة للتنسيق مع عائلة الفقيد قصد المطالبة بالتعجيل وتسريع تدابير وإجراءات البحث وكشف حقيقة الوفاة الغامضة، ومراسلة الهيئات والمنظمات والسلطات المختصة في شأن ذات الموضوع. كما قامت ذات الفعاليات بزيارة دعم ومواساة لأفراد عائلة الفنان "ريفينوكس". هذا وتساءلت فعاليات أخرى عن أسباب غياب اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان عن هذا الملف، وعن ما يمنعها من مراسلة الجهات المختصة لتسريع البحث وتعميقه وإصدار بلاغ للرأي العام وإنهاء معاناة عائلته بعد مرور 10 أيام على تاريخ العثور على جثته، وقرابة شهر على "اختفائه" المفاجئ.