دخلت السفارة المغربية بالسويد على الخط في قضية مصرع سيدة مغربية في مدينة مالمو واتهام زوجها الفلسطيني بإلقائها من شرفة المنزل أربعة أيام فقط بعد التحاقها به. وأبرزت خديجة أم الضحية¡ واسمها حنان¡ أن العائلة بعثت وكالة مفوضة إلى السفارة المغربية بستوكهولم لتمثيلها في الدعوى التي رفعتها ضد الزوج الفلسطيني¡ مؤكدة اتهامها له بقتل ابنتها وإلقائها من شرفة مطبخ الشقة بالطابق الثالث. وتمنت أم حنان أن يتم تفعيل القانون في هذه الواقعة الغريبة لينال زوج ابنتها جزاءه على حد تعبيرها. وكان جثمان الضحية حنان ووري التراب أول أمس الأحد بمدينة المحمدية (على بعد 40 لكم عن الدارالبيضاء) حيث تقطن عائلتها بعد أن وصل في صندوق خشبي مشمع من السويد. ويشار إلى أن هذه القضية استأثرت باهتمام الرأي العام في السويد بعد تداولها بشكل واسع في نشرات الأخبار التلفزيونية والصحف والمواقع الالكترونية. وانطلقت فصول هذه القصة المؤلمة بتعارف بسيط عبر الانترنت أواخر سنة 2007 بين المغربية حنان وزجها الفلسطيني هاني (32 سنة) الذي تقيم عائلتها في غزة. وتقول خديجة أم الضحية حنان إن ابنتها كانت في البداية مغتبطة بهذه العلاقة التي انطلقت بمجرد تعارف لتنتهي بقصة حب ستكلل فيما بعد بالزواج. وتحكي أن ابنتها أكدت لها أن هاني كان يريد أن يذهب للاستشهاد في فلسطين¡ لكنها أقنعته أن خدمة القضية الفلسطينية يمكن أن يكون عبر أكثر من طريق. وقالت الأم إن هاني كان يقول لابنتها التي أقنعته بالعدول عن الفكرة بأنها أعادت إليه الأمل في الحياة. غير أن العلاقة بين حنان المغربية وهاني الفلسطيني كانت تتسم ببعض الغرابة على حد وصف شقيقة الزوجة الضحية. فهاني بعد أن قدم إلى المغرب وأجريت مراسم الخطوبة شهر مايو من سنة 2008 وعاد إلى السويد كان يتصل مرارا بحنان على الهاتف ويؤكد عليها ضرورة أخذ إذنه في كل صغيرة وكبيرة حتى فيما يخص خروجها مع أهلها للسوق. وحتى حينما جاء بعد ذلك وعقد قرانه عليها شهر نوفمبر 2008 وأمضيا شهر العسل في شقة اكتراها¡ كان يتصرف بشكل غريب ما دفع زوجته حنان إلى التفكير في طلب الطلاق¡ بحسب ما أسرت لشقيقتها بعد ذلك. فهاني قد أذاقها طعم الحنظل خلال شهر العسل¡ لدرجة أنها استيقظت في أحد الأيام لتجده يحمل آلة حادة فوق رأسها ويقول لها بمجرد أن فتحت عينيها إنه قادر على قتلها إن هي لم تطعه. لكن بعد وقوع الخصومة واقتناع حنان بأن زوجها هاني غير طبيعي¡ تدخلت الأسرة لتقنعها بأنه يغار عليها ليس إلا. وقد تراجعت حنان بعد أن صالحها زوجها وأسر لها بأن غيرته عليها وحبه الشديد لها يدفعانه إلى التصرف أحيانا بشكل غير لائق. لكن هذه العلاقة الغريبة استمرت حتى بعد سفره إلى السويد لإعداد الوثائق اللازمة لالتحاق زوجته به. فشقيقة حنان تؤكد أنه لم يتوقف عن تهديدها بالانتقام منها أو حتى قتلها إن خالفت أوامره¡ في حين أن الزوجة حنان كانت تحب أن تستمر في الاعتقاد أن ذلك نابع من الغيرة فقط. ولإظهار طاعتها لزوجها ارتدت حنان الحجاب والتزمت البيت حتى تلتحق بزوجها بالسويد التي لم تكن تتوقع أبدا أن مأساة أشد وأعظم كانت تنتظرها هنالك. فبعد أربعة أيام فقط على التحاقها بزوجها بمدينة مالمو السويدية¡ لقيت حنان مصرعها بالسقوط من شرفة المنزل بالطابق الثالث. ولم يكن الأمر مجرد حادثة بالنسبة لأسرة حنان ولا الشرطة السويدية أيضا. فالأسرة رفعت دعوى قضائية ضد الزوج ستتابعها سفارة المغرب بستوكهولم¡ وقد قدمت أدلتها على اتهامها للزوج الفلسطيني هاني وهي عبارة عن مضمون رسائل نصية على هاتف حنان المحمول يهددها فيها بالانتقام والقتل. أما الشرطة السويدية فاستقت أقوال شهود أكدوا لها أن شجارا وقع بين هاني وحنان قبل سقوط الأخيرة من الشرفة. ولا تزال شرطة مالمو التي تشك في كون الحادث جريمة قتل تحقق في الموضوع بحثا عن أدلة ثبوتية أقوى.