لازالت منطقة الجنوب الشرقي ومناطق أخرى من جنوب المغرب، لاسيما كلميم، سيدي إفني، تزنيت، أحواز مراكش...، تعيش على وقع كارثة الفيضانات التي تشهدها مختلف المناطق والأقاليم المنتمية لهذه الجهة، وهو ما خلف عدد من الضحايا والمفقودين وخسائر بشرية ومادية ظلت معها الدولة عاجزة عن إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وهو ما أعاد من جديد سؤال واقع البنيات التحتية وواقع التهميش والعزلة الذي تعرفه هذه المناطق. كما أن حجم هذه الكارثة وتداعياتها لازالت مستمرّة وتحصد مزيد من الأرواح والضحايا، بل وجعلت من هذه المناطق جهة منكوبة ومعزولة ومحاصرة بعد أن ارتفع منسوب سيول الأوديّة الجارفة، وهو ما جعل معه الساكنة تتساءل عن المروحيّة التي كانت تأتي لهم بصناديق الاقتراع ولم تأت هذه المرّة لإنقاذهم بعد أن تحولت حياتهم وكرامتهم إلى جحيم لا يطاق، فشلت معها الدّولة لحدّ الآن في التدخّل الفعّال من أجل إنقاذ هؤلاء المحاصرين بسيول جارفة بمناطق معزولة يبدو أن المغرب الرسمي يكاد ينساها. مناطق تعمق من جراح المغرب غير النافع والعميق والمهمّش.