يصعب على السلطات تتبع مسار طائرات الحشيش و الرادارات لا تستطيع رصدها كل الذين تحدثوا عن الحشيش المغربي، كانوا يتحدثون عن مزارعين صغار أنهكتهم ظروف الدهر و عناصر الدرك الملكي والصورة السلبية الموشومة في ذهن المغاربة عن مزارعي الكيف، وكأن دورة الحشيش تتوقف عن بعض القناطر من القنب تزع في أعالي الجبال.. تحدثوا عن كل شيء : زراعة القنب الهندي، الزراعات البديلة، وكالة للتنمية، تقليص مساحات زرع القنب الهندي، لكن لا أحد امتلك الجرأة الكافية ليقول للرأي العام المغربي يوجد في المغرب امتداد قوي لشبكات الإتجار الدولي في المخدرات، وأنه بالرغم من كل الجهود الأمنية المحمودة في هذا المجال، استطاعت هذه الشبكة الأخطبوطية أن تجد لها موطئ قدم بالمغرب. ولا أحد من هؤلاء السياسين أو حتى بعض الفاعلين المدنيين اقترب من أصل الداء ليدافع عن الفلاح الصغير المبحوث عنه و المحاصر في أقاصي الجبال. ولأن المغرب شكل قاعدة ثابتة لتهريب الحشيش نحو الضفة الشمالية من المتوسط، ولأن القاعدة الشهيرة عند تجار الحشيش تقول إنه متى أغلقت الأبواب جميعها ينبغي البحث عن منفذ جديد، فإن البارونات الكبار، نقصد هؤلاء، الذين يدر عليهم "الذهب الأخضر الملايير" يتخذون من المغرب منطلقا لعمليات دقيقة ونوعية، بإستعمال مختلف الوسائل. خلال كل العقود التي أصبح فيها المغرب أحد أشهر منتجي الحشيش، ابتدع بارونات المخدرات طرقا جديدة لتهريب المخدرات، فبعد أن تمكنت السلطات الأمنية المغربية من أن تحدد بدقة السواحل التي تنطلق منها الزوارق الناقلة للحشيش، وتمكنت فوق ذلك من معرفة خريطة الموانئ الصغيرة التي أنشأها البارونات في التسعينيات من القرن الماضي، إلى درجة أنهم وجدوا في الكثير من الأحيان فيلات محادية للسواحل تخفي نشطات كبيرة لتهريب المخدرات إلى اسبانيا. وحينما أيقن هؤلاء أن السلطات أمست تتعامل بصرامة مع قضية الاتجار الدولي في المخدرات، بسبب ضغوط مارسها الإتحاد الأوربي من جهة وبعض الهيئات التابعة للأمم المتحدة من جهة أخرى، بالإضافة الى ان المغرب سعى طوال أكثر من عقدين إلى أن يمحو الصورة السلبية التي تكونت لدى الجميع حينما حاول تجار الحشيش الكبار الإنتقال الى مرحلة متطورة تتمثل في الإستعانة بالطائرات الخفيفة الشبيهة بالطائرات السياحية لنقل الحشيش، وقد وجدت السلطات المغربية صعوبة بالغة في تعقب مسارها أو حتى معرفة إحداثياتها الحقيقية. في هذا التحقيق نتطرق لموضوع يكشف عن الخريطة السرية لمطارات الحشيش بالمغرب بمعطيات علمية دقيقة، تتعلق في جانب منها بقدرة الرادارات المغربية على التقاط "ناقلات الحشيش" علاوة على إدراج شهادات غير مسبوقة لسكان فاجأتهم صغيرة في قراهم الصغيرة. في الملف أيضا ، معطيات مثيرة عن نقل الحشيش جوا وعن المتدخلين فيه.