لم يعد إقليمالناظور مرتبطا فقط بكونه نقطة عبور من وإلى الضفة الأخرى، أو أنه مجرد سوق كبير يستقطب الناس من اتجاهات مختلفة، أو أنه بؤرة لتجارة التهريب، بل هو أيضا إقليم المشاريع المؤجلة، كما هو حال المركب الرياضي الذي طال انتظاره. بنية تحتية رياضية مفقودة يعيش إقليمالناظور تحت وقع غياب البنيات التحتية الرياضية. فباستثناء القاعة المغطاة والملاعب البلدية بكل من الناظور والعروي وازغنغان، على قلة تواضعها، يفتقد هذا الإقليم لبنيات ومنشآت رياضية من شأنها تطوير الممارسة الرياضية والاستجابة لحاجيات الطاقات والمواهب التي يزخر بها الناظور في شتى الميادين والأنواع: كرة القدم، ألعاب القوى، الرياضات الفردية... وفي ظل الوضعية الكارثية التي يوجد عليها الملعب الرياضي للناظور (الذي هو الآن بصدد خضوعه لبعض الإصلاحات)، تبقى مدينة الناظور من المدن القليلة التي لا تتوفر على ملعب رياضي بموصفات مقبولة وبالأحرى أن تتوفر على مجمع رياضي على شاكلة المدن الأخرى، رغم سمعة الرياضة الناظورية وكذا رغم إنجابها لأسماء لامعة تركت بصمتها أيام كان للرياضة شأن واهتمام. وبعد مرور السنين وتوالي الأيام، لازالت الفعاليات الرياضية بالإقليم تنتظر تحقيق حلم بناء مركب رياضي وملعب لكرة القدم والذي ظل مطلبا للساكنة منذ وقت طويل لم يتحقق ليومنا هذا. في هذا السياق، سبق لمجموعة من الفعاليات الرياضية والجمعوية والإعلامية أن قامت بمبادرة "من أجل بناء ملعب في الناظور"، وهي المبادرة التي جاءت في سياق معاناة الفرق الرياضية من غياب ملعب يسمح بممارسة كروية فيها الحد الأدنى من الشروط والإمكانيات التي تتوفر لدى المدن والأقاليم الأخرى، بالنظر للأهمية التي تكتسيها وجود بنية تحتية رياضية. المركب الرياضي مطلب آني أمام الدور الذي يلعبه وجود المنشآت الرياضية بحكم أنها تشكل أرضية لبروز المواهب والطاقات الرياضية بمختلف أنواعها، ظلت ساكنة الإقليم منذ سنين طويلة تنتظر نصيبها من المشاريع الرياضية التي تنشئها الدولة، إلى درجة أن هذا المطلب تحول لحلم ولمشروع مؤجل، لاسيما في ظل تغاضي المسؤولين، من منتخبين وعامل الإقليم ووزارة الشبية والرياضة، عن بناء مركب رياضي في مدينة تتوفر على كل المقومات الاقتصادية والثقافية والرياضية والبشرية التي تسمح لها بأن تتوفر على بنية تحتية رياضية إسوة بالمدن الأخرى. حرمان الناظور من ملعب رياضي ومآل هذا المشروع المؤجل، جعل العديد من الأسئلة تتناسل حول الدواعي والأسباب التي تجعل هذا الإقليم محروما من مركب رياضي. في هذا الصدد، فقد سبق للنائب البرلماني، المهدي بنسعيد، عن حزب البام أن تقدم بسؤال للحكومة في شأن مصير ومآل إحداث رياضي بالناظورالذي يعد من المطالب الملحة للمهتمين والقائمين على الشأن الرياضي بالناظور وعامة المواطنين، للنهوض بالقطاع الرياضي بالإقليم، والاستجابة لتطلعات الشباب لمواكبة النهضة التي يعرفها الأقاليم بفضل الأوراش التي تعرفها هذه المدينة، وإن كانت محدودة لحد الآن. ذات الموضوع، سبق وأن طرح بخصوصه النائب البرلماني عن حزب البيجيدي، نور الدين البركاني، سؤالا موجها لوزير الشباب والرياضة داعيا إلى ضرورة بناء معلمة رياضية تستجيب لحاجيات إقليميالناظور والدريوش. من جانب آخر، فقد تساءل البرلماني المذكور عن الجهة التي تصر على تعطيل المشروع، مشيرا إلى أنه آن الأوان لتضافر جهود الجميع لإرساء أسس هذا المشروع، والتخلي عن وضع العراقيل على حساب قطاع الرياضة بالإقليم، وطموحات الشباب. هل ستكون 2015 سنة تحقيق الحلم؟ مرت لحد الآن 16 سنة من الانتظار والترقب دون جدوى. فهل ستكون السنة المقلبة سنة تحقق هذا المشروع المؤجل؟ وزير الشباب والرياضة، محمد أوزين، وفي لقاء سابق مع الفعاليات الرياضية والجمعيات المحلية، سبق له وأن أكد وزارته مستعدة كل الاستعداد لبناء مركب رياضي بالناظور، مؤكدا أن السبب وراء تأخر هذا المشروع مرد إلى عدم تعاون المؤسسات الأخرى المعنية بهذا الموضوع، في إشارة إلى تلكؤ المنتخبين والسلطات الإدارية في توفير الوعاء العقاري التي سيحتضن الملعب الكبير للناظور. كما أكد وزير الشباب والرياضة في معرض رده عن أسئلة البرلمانيين أن الملعب الكبير للناظور هو مشروع بصدد الإجراءات الأخيرة التي ستجعله يرى النور في القريب بعد أن دخلت بلدية العروي في إجراءات الحصول عن القطعة الأرضية التي كانت في حوزة صوناصيد. من جانبه، أفاد مصدر عليم رفض الكشف عن هويته، أن مشروع المركب الرياضي للناظور بعيد المنال ولازال معلقا، ليبقى مشروعا مؤجلا إلى حين، بالنظر للصعوبات التي تعترضه والمرتبطة أساسا بعدم توفر القطعة الأرضية التي سينجز عليها هذا المشروع التي تولت بلدية العروي اقتناءها من شركة صوناصيد. إلى ذلك، قال عبد الله مجاهد، المندوب الإقليمي لوزارة الشباب والرياضة بالناظور، أنه في إطار الإستراتيجية الوطنية لوزارة الشباب والرياضة والهادفة إلى النهوض بهذا القطاع على المستوى الوطني في أفق سنة 2020، فقد تمت برمجة العديد من المشاريع على مستوى إقليمالناظور الذي يتوفر على بنيات تحتية مهمة، من بينها 3 قاعات مجهزة و2 في طور الانجاز و5 مركبات سوسيورياضية... إضافة إلى تطرقه لقضايا أخرى ذات الارتباط ببرمجة المركب الرياضي للناظور، هي موضوع حديثه لناظورسيتي. تجدر الإشارة أن مشروع ملعب الناظور تبلغ طاقته الاستيعابية حوالي 20.000 متفرج وسيشمل ملعب رئيسي وملعب للتداريب. فضلا عن مرفق خاصة بالرياضيين ومرافق متنوعة ومرآب للسيارات، بتكلفة مالية إجمالية تصل إلى 150 مليون درهم. فهل سيرى النور هذا المشروع الذي طال انتظاره، أم أن مصيره سيكون شبيها بمصير مشاريع أخرى سبق وأن أعلن عن انجازها فبقيت حبرا على ورق؟؟؟. فيديو حديث عبد الله مجاهد لكاميرا ناظورسيتي.