استقبلت مصلحة التدخلات المستعجلة بالمستشفى الحسني بالناظور، حوالي الساعة الثامنة والرّبع ليلا من أول أمس الثلاثاء، جُثّة شاب في الثلاثينيات من العمر توُفّي قبل وصوله إلى المرفق الصحي، حيث اضطرّ الطبيب المُداوم إلى إعادة الجثّة لمُرافقيه بعد أن اكتشف خلال الفحص الأولي أنّ الأمر لا يتعلق بمُصاب وإنّما بجثّة هامدة. ويتعلق الأمر بالمدعو قيد حياته موسى قيشوح، ربّ أسرة بثلاث أبناء، كان يعمل كهربائي بأحد الأوراش الكائنة ببلدية زايو (40 كيلومتر جنوب شرق الناظور)، قبل أن يفاجأ بصعقة كهربائية من شُحنة ناتجة عن تزويد بتيار 220 فولط، تلقاها على مستوى الصدر عقب خطأ مهني، إلاّ أنّ صهره صرّح ل "أخبار اليوم" عقب نقل الجثة لسيارة الإسعاف، أنّ الأمر كان يُمكن أن يتعلق بوفاة عادية لولا الإهمال الصحي الذي كان موسى بُعيد إصابته عُرضة له، إذ تماطل مشفى زايو في إيفاد سيارة إسعاف، قبل أن يتمّ توفير واحدة تابعة لمحجرة صوطراجان بعد مُكالمة خاصّة. إلاّ أنّ الفاجعة كانت أكبر حين تمّ الوصول إلى المرفق الصحي الرئيس ببلدية زايو واكتشاف عدم تواجد أي إطار طبّي أو تمريضي لتقديم الإسعافات أولية للشاب المصعوق، حيث تمّ الانتظار لمدّة عشرين دقيقة أمام بمرفق صحي فارغ قبل أن يشور أحد الأعوان باعتماد النقل صوب المستشفى الإقليمي. وفي استقاء لرأي أحد المصادر الطبية بالمشفى الحسني بالناظور، أشار إلى اعتياد إقدام الساكنة بالضواحي على نقل حالات تتطلب عناية طبّية استعجالية من مناطق مُقامها صوب الناظور، مؤكّدا أنّ هذه الحالة لا تُعتبر فريدة، إذ غالبا ما يتمّ نقل حالات خطيرة من مستشفيات ومراكز صحية أخرى تجاه المشفى الإقليمي بالناظور لأسباب متعدّدة، أبرزها غياب العنصر البشري بمستشفيات الضواحي، وقلّما يتمّ إنقاذ المُصابين جرّاء عدم تلقي الإسعافات الأوّلية بعين المكان.