في أجواء امتزجت فيها لحظات الفرح و الحزن ودعت أسرة الصحة بالناظور مندوبها الإقليمي محمد نور الدين بنلعربية بمناسبة إحالته على التقاعد وسط حضور هام للإدارة الجهوية ممثلة في شخص نائب المدير الجهوي للصحة و المفتش الجهوي و مدير المستشفى الإقليمي بالناظور السيد نور الدين الصبار بالإضافة إلى رؤساء المصالح و الأطباء و و مديرو باقي المراكز و المستوصفات والأطر الطبية و الشبه الطبية والإداريين و التقنيين والأعوان و فعاليات جمعوية وإعلامية واكبت الحفل الذي أقيم على شرف المحتفى به. وفي كلمات بالمناسبة ألقى مدير المستشفى الإقليمي كلمة عدد فيها مناقب السيد محمد نور الدين بنلعربية و الأخلاق العالية التي اتسم بها طيلة مشواره المهني كمسؤول أول عن القطاع وكذا مجهوداته و مبادراته وقراراته الرزينة التي لم تكن إلا لتخدم واقع الصحة بالمنطقة و تلبي حاجات ساكنتها ما جعله يكسب احترام و تقدير كل من عرفه من داخل أسرة الصحة وخارجها لاسيما المجتمع المدني الذي وجد في شخص بنلعربية ما يكفي من الجدية و الحزم و الاستعداد الدائم للتفاعل مع جل المبادرات و البرامج التي تصب في اتجاه تحسين الخدمة الصحية و الاستجابة لتطلعات المواطن. هذا و وصف السيد نور الدين الصبار السيد محمد نور الدين بنلعربية بالصديق و الأخ و الإنسان الحامل لهاجس شؤون المندوبية الإقليمية التي تولى ثقل مسؤوليتها بنجاح و جمع بين الإكراهات المطروحة و الحرص الكبير من أجل صيانة وحدة الصف و التعاون وتظافر الجهود بين كل مكونات قطاع الصحة بالإقليم. كما اغتنم الدكتور حسين الوغميري الكلمة مؤكدا على أن الخصال التي يتمتع بها السيد مندوب الصحة تؤهله للاضطلاع بأدوار حيوية في مجالات مختلفة بالنظر إلى تجربته و الطاقة التي يختزنها بالرغم من إحالته على التقاعد، مشيدا بروح تفانيه في العمل الذي جعله حريصا على تتبع كل الأوراش و المشاريع قبل ساعات قليلة من حفل التوديع بنفس الحماس و المسؤولية وكأنه في بداية مشواره المهني. وفي نفس السياق تحدث الدكتور رشيد المقريني عن المحتفى به كإنسان و صديق و رفيق درب منذ أن تقاسم معه فترة من الزمن بإقليم الحسيمة وهو ما لم يتغير في السيد نور الدين بنلعربية المولع بحب العمل و الإخلاص في أداء مهامه و لو على حساب أوقات راحته و التزاماته الأسرية. واعترافا من المديرية الجهوية بإسهامات المندوب الإقليمي للناظور فقد أكد كل من نائب المدير الجهوي و المفتش الجهوي للصحة أن شخصية محمد نور الدين بلنعربية يصعب اختزالها في أسطر و كلمات، فالرجل جمع بين عدة مميزات في مقدمتها الأخلاق العالية و الحكمة في التدبير و القدرة على الإنصات و التواصل و إبداع الحلول و التشارك و خلق التوافقات التي تحافظ للإدارة على هيبتها و انسجامها وتضمن حقوق الشغيلة الصحية. و في كلمة مؤثرة مليئة بالدلالات و الإشارات أكد السيد النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بالناظور عبد الله يحيى أنه إذا كان مفروضا من الناحية الإدارية إحالة المحتفى به على التقاعد فإنه لا يمكن أن يغادر القلوب التي عرفت فيه الإنسان الوفي لمنطقة الريف و الناظور على الخصوص بعدما اعتبر الصحة هاجسه و مكتبه وسيلة فقط لمباشرة المهام و استجابة لتطلعات الساكنة بما يحقق العدالة الاجتماعية في احترام للضوابط و اجتهاد متواصل للتغلب على الصعاب، بل اعتبر إحالة رفيق دربه الذي اضطلع بمسؤولية أحد أعقد القطاعات الاجتماعية بمثابة خسارة لرجل عرف بتواضعه و انفتاحه وإيثاره في تقديم النصح و التوجيه. وحول دلالات حفل وداع قيدوم رؤساء المصالح الخارجية بالإقليم الذي قضى قرابة ثلاثة عقود من الزمن في تولي المسؤوليات بمنطقة الريف توزعت بين الحسيمة و الناظور، استطلع موقع ناظور سيتي آراء فاعلين جمعويين أجمعوا على أن قطاع الصحة بالرغم من تعقيداته و صعوباته يسجل للسيد محمد نور الدين بنلعربية بصماته و نضالاته من أجل أن يرتقي الإقليم إلى مراتب في مستوى تطلعات ساكنته حيث ظل يتنقل و بانتظام و دون توقف عبر أرجاء الإقليم لتتبع وضعية القطاع و الوقوف عند الحاجات الملحة كما كان مكتبه فضاءا رحبا للجميع ينصت و يتفاعل بكل إيجابية، بل إنه اضطلع بمهام تدبير المجال الصحي حتى قبل أن يبدأ العمل بالتقسيم الترابي الجديد الذي تم بموجبه اعتماد الدريوش كإقليم مستقل بذاته، حيث أن الظروف الصعبة و المعيقات التي تعترض تدبير المرفق الصحي لم تشكل عائقا أمام رغبتة القوية و إصراره من أجل توفير الأجواء الملائمة للعمل بالرغم من الإمكانيات المحدودة و إكراهات النمو الديموغرافي المتسارع الذي يسهم في ارتفاع الطلب على العلاجات. لتأتي اللحظة التي اهتز لها شعور الحاضرين من أطر قطاع الصحة حين ألقى السيد محمد نور الدين بنلعربية كلمة الوداع التي تابعها الحاضرون بحزن عميق و دموع تعبر عن تجاوب و تفاعل مع إنسان شاركهم و شاركوه هموم تحقيق مطلب الخدمة الصحية و الرقي بجودتها كما حملت كلمته إشارات قوية تعكس ثقل المسؤولية التي اضطلع بها منوها في هذا الصدد بمجهودات كافة أطر قطاع الصحة على اختلاف مستوياتهم و مسؤولياتهم حيث أشاد السيد المندوب بتعاونهم و تآزرهم على امتداد الخريطة الصحية المنتشرة عبر أرجاء الإقليم رغم الظروف الصعبة التي تضطر العديد من الشغيلة الصحية أطباء و ممرضين و إداريين وأعوان إلى مضاعفة الجهد و الصبر و تحمل الصعاب خدمة للرسالة النبيلة الإنسانية للمهنة، مؤكدا على أنه لولا تظافر جهود كل مكونات الأسرة الصحية لما تأتى له أن يتوفق في مهامه في قطاع اجتماعي يدرك الجميع تعقيداته و التحديات المطروحة أمامه. ملتمسا من الجميع التعاون و توفير الدعم لخلفه على رأس المندوبية الإقليمية ليضطلع بهذه المهمة المكلفة و الحسيمة. وتوثيقا لهذه اللحظة واعترافا بإسهاماته قدم أطر الصحة بالإقليم و الجهة الشرقية للسيد محمد نور الدين بنلعربية هدايا تذكارية في التفاتة تعبر عن الوفاء و الامتنان اتجاه أحد كفاءاتها كما اغتنم الحاضرون من الفعاليات الجمعوية المناسبة للتعبير عن تقديرهم للمحتفى به من خلال هدية قدمها محمد أعبادي رئيس مبادرات الشباب الناظوري عبارة عن بورتريه من إبداع أنامل الفنانة الواعدة مونية الزياني العضوة النشيطة في الجمعية و المتطوعة بمصلحة تصفية الكلي بالمستشفى الحسني.