انطلقت، أول أمس بمجموع المراكز الصحية في المغرب، حملة التلقيح ضد «أنفلونزا إيه.إتش1.إن1» لتشمل جميع المواطنين باستثناء الأطفال الذين لم يتجاوزوا الشهر السادس، والنساء الحوامل اللاتي لم يتجاوز حملهن الشهر الرابع. وسادت توقعات بانخفاض نسبة الإقبال على أخذ اللقاح في الأيام الأولى من الحملة، على أن ترتفع الوتيرة بعد مرور أسبوعين على انطلاق الحملة. وشملت الحملات الوطنية الأولى التي أطلقتها وزارة الصحة تلقيح المصابين بالأمراض التنفسية وأمراض السكري والقلب والنساء الحوامل، إذ تم تلقيح أزيد من 310 آلاف مواطن منذ انطلاق العملية في الأسبوع الثاني من الشهر الجاري، وأوضحت وزارة الصحة أن المغرب وضع هدفا استراتيجيا يتمثل في تلقيح حوالي 60 في المائة من المغاربة. وأعلنت ياسمينة بادو، وزيرة الصحة، أن لقاح «أنفلونزا الخنازير» أصبح متاحا بالمجان لجميع المواطنين الراغبين في الاستفادة منه، نافية، خلال تدخلها بمجلس النواب أول أمس، وجود أي آثار سلبية للقاح، سواء على المستوى الوطني أو الدولي. وأوضحت الوزيرة، في جوابها عن سؤال محوري حول «الوقاية من داء «أنفلونزا الخنازير»»، أن بعض الآثار تبقى عادية وهي مصاحبة لأي لقاح ضد أي فيروس كان وتتلخص في وقوع تورم واحمرار أو ألم في موقع الحقن يزول بشكل تلقائي، وقد تحدث حمى في بعض الأحيان أو صداعا أو تعبا، وهي الأعراض التي تزول في غضون 48 ساعة. وفسرت بعض المصادر ل»المساء» إتاحة اللقاح للجميع بضعف الإقبال عليه بسبب التشكيك في وجود الوباء والتأثيرات السلبية للقاح على صحة الإنسان، وهو ما يدفع العديد من المواطنين إلى استعمال الأدوية العادية رغم إصابتهم بالأعراض المحتملة للداء. وفي معرض جوابها عن السؤال المطروح، الذي تقدم به كل من الفريق الاشتراكي والفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، أشارت وزيرة الصحة إلى أن الفيروس سيعود بقوة خلال شهر أبريل ما يستلزم اتخاذ جميع الاحتياطات، مؤكدة أن عدد الحالات المسجلة بلغت إلى حدود أول أمس 2911، منها 1010 في الوسط التعليمي، فيما تم تسجيل 25 حالة إصابة جديدة مؤكدة بفيروس الانفلونزا في كل من الرباط وفاس وتازة وأكادير ووجدة ومولاي يعقوب وسلا وتمارة. وتطرق محمد القلعي، نائب برلماني من الفريق الاشتراكي، إلى ضرورة أن تشمل الحملات التحسيسية المساجد التي يلتقي بها المواطنون خمس مرات في اليوم، داعيا وزارة الصحة إلى التنسيق مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية من أجل تخصيص خطب للجمعة في الموضوع لتفادي انتشار الفيروس. وحسب الإحصائيات الرسمي، فقد بلغ عدد الذين استفادوا من اللقاح 450 ألف مواطن، منهم 39 ألف حاج و9131 من مهنيي قطاع الصحة و16 ألفا و425 امرأة حاملا و50 ألفا و377 نزيلا بالسجن (بنسبة 82 في المائة)، و70 ألف موظف بالمؤسسة العسكرية و265 ألفا من الأشخاص حاملي الأمراض المزمنة كالسكري والأمراض التنفسية المزمنة وأمراض القلب والشرايين. ومع اقتراب الموجة الثالثة لانتشار ال«أنفلونزا» مع بدء فصل الشتاء، سجلت السلطات الصحية تراجع عدد المصابين ب«أنفلونزا الخنازير» خلال الأيام الماضية، وهو ما فسره مصدر طبي ل«المساء» بفترة الكمون التي يعيشها الفيروس والتهييء النفسي الذي يوفره الممرضون والأطباء للمرضى إلى جانب وعي المغاربة بخطورة المرض، مما جعلهم يتقيدون بوسائل الوقاية من انتقال عدوى الفيروس. وأشار المصدر ذاته إلى أن عدد المرضى المصابين ب«أنفلونزا الخنازير» تخطى سقف ال3100 مصاب لوجود حالات إصابة لا يتم إحصاؤها، فيما انضافت حالتا وفاة جديدتان، خلال اليومين الأخيرين، إلى حصيلة الوفيات المسجلة بسبب الفيروس ليصل عددها إلى 54 حالة وفاة، علما بأن أغلب الضحايا كانوا يعانون من أمراض مزمنة تجعلهم من الفئات الهشة التي تهددها ال»أنفلونزا» بالموت. وأظهرت التقارير الطبية حول نسبة الوفيات في الدول العربية أن المغرب يحتل المرتبة الخامسة في عدد الوفيات بعد السعودية وسوريا ومصر والكويت.