ناظورسيتي هولندا / محمد الطلحاوي نص البيان : الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد : فقد فوجئ الإخوة في المكتب التنفيذي لجمعية الأئمة بهولندا، كما فوجئ سائر الأئمة والغيورين على هذه الوظيفة الشريفة، بما روجته بعض المواقع الإلكترونية المغربية من نسبة فعل مشين في دين الإسلام لإمام مغربي بهولندا، ومن هذا المنطلق فإننا نقول : أولا : إننا في جمعية الأئمة بهولندا لا نعلم أن الشخص المنسوب إليه هذا الفعل يمارس وظيفة الإمامة، أو مارسها في يوم من الأيام، خصوصا وأن بعض أعضاء الجمعية ومنخرطيها متقاعدون الآن وهم من أوائل الأئمة الذين وطئت أقدامهم هذه البلاد، ومع ذلك لا يعرفه منا أحد، و لا سمعنا به إماما في مسجد من مساجد هولندا، و لا خطيبا، و لا حتى مؤذنا، ولا ندري لحد كتابة هذا البيان كيف ألصقه الناس بهذه الوظيفة النبيلة ؟ ثانيا : نناشد كل المنابر الإعلامية التي روجت ونشرت الخبر، أن تتثبت في نشر مثل هذه الأخبار، وتنشر هذا البيان الذي يُكذِّبُ نسبةَ هذه الواقعة لإمام مسجد بهولندا. ثالثا : هَبْ جدلا أن الخبر صحيح – كما ادعت هذه المواقع - فما هي الفائدة المرجوة من نشره وإشاعته بين الناس ؟ ولم لا تنشر هذه المواقع الأعمال الجليلة التي يقوم بها الكثير من الأئمة والمصلحين في أوساط الجالية المغربية المقيمة بهولندا ؟ رابعا : وعلى تقدير أن القصة واقعة فعلا، فهل ادعى أحد من أهل السنة من السابقين أو اللاحقين العصمة لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ كل ما في القضية أن إنسانا أتى فاحشة ممقوتة شرعا ، فما الفرق بين كونه إماما أو غير إمام ؟ و نحن لا ندافع ولا نبرئ أحدا، كما لا نبرر خطأ أحد أيضا، وبالمقابل لا نتهم ولا نقبل نشر التهم وسحبها على فئة معينة من الناس بدون حجج قطعية لا يتطرق إليها أدنى شك، فإذا وصل الأمر إلى درجة اليقين فإن المتعين أن ننسب القول إلى قائله، والفعل إلى فاعله ، بشخصه لا بوظيفته، إماما كان أو صحفيا، أو معلما، أو طبيبا، أو مهندسا، أو غير ذلك، لأن الله تعالى يقول: " وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ " سورة الأنعام الآية: 18. خامسا : وأخيرا ندعو كافة الإخوة في المنابر الإعلامية التي نشرت هذا الخبر إلى تقوى الله سبحانه، وعدم المساس بأعراض الناس كيفما كانوا، وأن تتحلى بالمصداقية اللازمة في نشر الأخبار، وإن كان العقلاء لا يصدقون كل ما ينشر ، ونتأسف أيضا على أن الكثير من الناس لا يلتزمون بالتثبت المطلوب عقلا وشرعا، خاصة إذا تعلق الأمر بأعراض الناس وشرفهم وكرامتهم. كما ندعو إلى نشر ما يرجى من ورائه خير ونفع للمجتمع وللأمة، ونذكر الجميع بقول الله تعالى في سورة النور : " إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسِبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ " الآية : 15. والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل. وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. المكتب التنفيذي لجمعية الأئمة