تحت عنوان: "استمتع بالقرآن"، نظم قسم المعاهد لمنظمة التجديد الطلابي فرع القنيطرة مساء يوم الإثنين 05 ماي 2014 محاضرة مؤثرة للداعية محمد فريد زريوح حفظه الله بفضاء جامعة ابن طفيل، تمهيدا للانطلاقة الفعلية ل"مشروع إطار حامل لكتاب الله" وهو مشروع متميز يهدف أساسا إلى تحفيز الطلبة لحفظ القرآن الكريم وفق برنامج و منهجية محددين، و ذلك في جو من التنافس والتسابق المصحوب بالتأطير والتوجيه و المتابعة عن طريق تنظيم : محاضرات ،دورات تكوينية، حلقات الحفظ والاستظهار ،مسابقات. تحت إشراف نخبة من الشيوخ والأساتذة المدربين ذوي الكفاءة العالية، لتذليل كل الصعاب و العقبات التي تحول دون تحقيق الهدف المنشود و لتحيي في المشاركين روح القرب من كتاب الله العزيز. ويهدف المشروع إلى : تعزيز الإرتباط بكتاب الله تعالى ، و زرع روح المثابرة و المنافسة، إضافة إلى الإسهام في تخريج طلبة حاملين لكتاب الله بالموازاة مع دبلوم الهندسة / التجارة و التسيير/الشهادة الجامعية. وقد عرفت المحاضرة، إقبالا مهما من مختلف الكليات، وكذا من المدارس العليا، هذا وقد خيمت المستجدات والظروف الصعبة التي تعرفها الجامعة المغربية على عموم اللقاء، بحيث لم يفوت فضيلة الشيخ، في افتتاحية مداخلته، فرصة الترحم على الشهيد عبد الرحيم الحسناوي، الذي طالته أيادي الغدر و الإجرام قبل أيام بجامعة ظهر المهراز بفاس، مُدينا موجة العنف التي وجدت طريقها إلى الفضاء الجامعي، ومنوها في الوقت نفسه بمنظمة التجديد الطلابي وبالطاقم التنظيمي وكل من يحرص على تبني الأنشطة التي تخدم مصلحة الطالب وقيم الحوار والعلم بالجامعة المغربية. موضوع اللقاء، والذي تناول في جوهره "القرآن و سبل الاستمتاع به"، لم يكن ليطرح بمعزل عن الواقع المجتمعي والأخلاقي بالمغرب، حيث أشار فضيلة الشيخ (أبو عبيدة) في مستهل كلمته التربوية إلى " حاجتنا للعودة إلى الله في ظل كثرة الفتن وانشغالات الحياة"، قبل أن يعرج إلى التذكير بالهدف الأسمى من الوجود الإنساني والضرورة الملحة لعودة القرآن لمدرجات الجامعة وسلوكات المسلم اليومية. وقد تناول الشيخ، و الذي ينحدر من مدينة الناظور، موضوع اللقاء من مقاربة تاريخية في بادئ الأمر، حيث ركز على فترة نزول الوحي وما عاناه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) من أجل تبليغ الرسالة، مشددا على وجوب أخد الأمر بعين الاعتبار و التدبر الكامل في كتاب الله و البحث عن السعادة في تفاصيله عوض هجره والاستسلام لانشغالات الحياة اليومية و مشقاتها، طارحا السؤال: " كيف تترك كتاب الله و قد عانى الرسول صلى الله عليه وسلم كل المعاناة من أجل أن يبلغك إياه لكي ينير به حياتك؟"، قبل أن يتطرق فضيلة الشيخ بعد ذلك إلى سبل العودة إلى كتاب الله، والتي لخصها في معطيات ست، كما يلي: أن يقرأ الشخص القرآن و يحفظه بحب، أي أن يقبل عليه مستغيثا و طامعا في أن يكون شفيعا و مدافعا عنه يوم لا ينفع المرء غير أعماله و ما تقدم به إلى الخالق عز و جل أن يظل الإنسان دائم التذكر للفضل العظيم لقراءة القرآن و حفظه ، و أجر ذلك عند الله استشعار القرآن من طرف القارئ كرسالة شخصية موجهة من الخالق عز و جل، وجب الأخذ بها و موالاتها كل الإهتمام و الإستعانة بها في مواجهة الحياة: فتنها و مصاعبها حسن الاستعداد عند الإقبال على كتاب الله، في لباس الشخص و في المكان الذي يتوجه فيه إلى خالقه بالذكر الحكيم، مع أهمية الاكتفاء بأجزاء يسيرة و معدودة، على أن يتم حسن تدبرها عند القراءة، مع الإستعانة بكتب التفسير لمقاربة الأحداث و المعاني و إدراكها أهمية التركيز على الأجزاء و الآيات التي يكون لها تأثير مسبق على قلب القارئ و فؤاده، و عدم الكل من تكرارها لتلمس الأثر و بلوغ الخشوع إلى الله في كل وقت ضرورة قراءة القرآن وحفظه بنية العمل به، لا لمجرد القراءة فحسب، اقتداء بالسلف الصالح. هذا و اختتم فضيلة الشيخ محاور محاضرته بالتأكيد على ضرورة معالجة القلوب و التقرب إلى الله بنية صافية طمعا في رضاه جل علاه، و العمل على حسن عبادته و العودة إلى كتابه بلهفة و إقبال، وأن يكون عملنا بذلك خالصا لوجهه الكريم بنية التنافس في عبادته، لا تباهيا ولا رياء.