مكتب ناظورسيتي بتمسمان | توفيق بوعيشي تقع مغارة "إفري نحابسا" داخل تراب الجماعة القروية بودينار اقليم الدريوش، على بعد كيلومتر واحد من جبل ادهار اوبران التاريخي، صخور عملاقة تحيط بالمكان تجعل الوصول اليه امر شاق ومغامرة محفوفة بالمخاطر. ناظورسيتي واكبت هذا التحدي لتنقل لكم بالصوت والصورة بعض من جنبات هذه المغارة الضاربة في القدم والتي تناسها مدبري الشأن المحلي رغم أهميتها التاريخية كأحد المواقع الأثرية ولم تنل حصتها من التعريف كباقي المعالم التاريخية للمنطقة إلا أن الذاكرة الشعبية مازلت تحتفظ بالعديد من الروايات حول هذه المغارة. يقول عبد الله يعلى وهو احد الفاعلين الجمعويين بالمنطقة ان هذه المغارة كانت تستخدم كمخبأ آمن لسكان العديد من الدواوير المجاورة من غارات الاستعمار إبان فترة التواجد الاسباني بالمنطقة خصوصا أثناء قصف المنطقة بالغازات السامة وهذا المكان لم يكن للاختباء فقط يقول الناشط الجمعوي بل كانت ايضا عبارة عن "رادار" لمراقبة تحركات العدو خصوصا وان المكان قريب جدا من جبل دهار اوبران "انظر الفيديو". و يضيف قائلا ان هذه المغارة «أفري نحابسا» بالإضافة إلى أهميتها التاريخية تعد أيضا استثناءا في طبيعتها، فهي تحوي على بوابتين واحدة طبيعية والأخرى قام بإحداثها المجاهدين لتفادي الحصار، كما ان شكلها المتكون من صخور عملاقة شديدة الصلابة جعلت المكان ك"ذرع" امن من الضربات الجوية للقوات الاستعمارية. لكن رغم الاهمية التاريخية للمكان الا أن السلطات الوصية وكذا المجالس المتعاقبة على تسيير الشأن المحلي لم تحمل يوما ما هم الحفاظ على التراث الحضاري والانساني للمنطقة ليعطينا نتيجة حتمية وهي طمس حقبة زمنية مهمة من الموروث الحضاري والثقافي للمنطقة.