على غرار باقي المناطق البلجيكية، خلدت الجالية المغربية المقيمة بأونفيرس الذكرى السبعين لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، عبر مشاركتها المكثفة في ندوة عقدت بالمناسبة وحضرها إلى جانب أفراد الجالية المغربية السيد زين العابدين محمد القنصل العام للمملكة المغربية هناك والنائبة البرلمانية عن أونفيرس السيدة فوزية الطلحاوي وممثلي العديد من الفعاليات الجمعوية من ضمنهم السيد حسن مصباح رئيس لجنة مسجد البوراق بمالين الذي وفر للحضور قاعة فسيحة لاستيعاب من حج إليها لتتبع أشغال الندوة التي استهلت بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم . السيد القنصل العام للمملكة رحب بالحضور الكريم واعتبره دليلا واضحا عن مدى تمسك المغاربة سواء داخل الوطن أو في الغربة ، بتاريخهم الناصع الذي صنعه الآباء والأجداد بقيادة العرش العلوي المجيد ، وأوضح أن ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال تعتبر واحدة من المحطات الرائدة في الكفاح الوطني المشرقة من أجل نيل الحرية والاستقلال ورمزا للتلاحم الوطني وراء أب الأمة ومحررها جلالة المغفور له محمد الخامس قدس الله روحه، وأشاد السيد زين العابدين محمد بتضحيات و تمسك أفراد الجالية بالثوابت الوطنية للمملكة. وبنفس المناسبة قام السيد القنصل العام بعرض شريطين وثائقيين باللغتين الفرنسية والفلامانية ، تعرض الأول لتاريخ المغرب وكل المحطات والمراحل التي مر منها وكل السلاطين الذين تعاقبوا على الدولة المغربية ، والشريط الثاني نقل صورا ممتعة وجذابة عن الخيرات التي وهبها الله لبلدنا من طبيعة ومناظر سياحية خلابة وما يزخر به من منجزات أوراش لم تتوقف شهدتها مختلف جهات وأقاليم المملكة . الشريطين نالا إعجاب الحضور الذين رأوا فيهما ما يرفع رأس المغرب والمغاربة عاليا. السيد المرابطي فوزي من نشطاء الحركة الأمازيغية ببلجيكا وعضو منتدى حقوق الإنسان لشمال المغرب وأوروبا – تنسيقية بلجيكا – قدم في مداخلة له بالمناسبة ، نبذة عن تاريخ المغرب وعن الأمازيغ وما قاموا به من أدوار طلائعية في صنع تاريخ المغرب. وعن تنسيقية فعاليات المجتمع المدني بشمال المغرب الموجود مقرها الرئيسي بالناظو، ساهم الزميل محمد الشرادي بعرض حول ذكرى وثيقة الاستقلال الذي أكد بشأنها أنها تشكل عنوانا لتعلق المغاربة بهويتهم الوطنية ومقدساتهم الدينية ووحدتهم الترابية والدفع بالمسلسل الديمقراطي ومسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية . وأوضح ممثل التنسيقية بان ما يميز مغرب اليوم هو أنه يواصل مسيرته التنموية الديمقراطية الكبرى بنفس الروح التي كانت النبراس المضيء في كفاح الحركة الوطنية بقيادة جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه ومن بعده جلالة المغفور له الحسن الثاني والتي تنير كل المبادرات والأوراش الكبرى التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس والتي شملت الدفع بالمسلسل الديمقراطي وتوسيع مجال الحريات والاهتمام بالجانب الاجتماعي والتنمية البشرية ، إضافة إلى الأوراش الاقتصادية الكبرى التي تعرفها المملكة من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها. بعد الاستماع إلى العروض المقدمة وتتبع الشريطين الوثائقيين ،فسح المجال لباقي تدخلات الحضور التي كانت باللغات الأربع الفلامانية ، الفرنسية ، العربية والأمازيغية والتي أغنت العروض المقدمة وأجمعت على الإشادة بالتحركات النشيطة للسفارة المغربية ببلجيكا وقنصلياتها العامة من خلال هذا التجاوب مع أفراد الجالية المغربية وإشراكها في كل ما يهم حاضر ومستقبل بلدها. السيدة فوزية الطلحاوي أحاطت الحضور الكريم بالخطوات الإيجابية التي ساهمت بها في خدمة قضيتنا الوطنية الأولى ، معبرة عن أسفها العميق عن كل ذلك الزمن الذي تم تضييعه واستغله مرتزقة البوليزاريو لتسويق أسطواناتهم خصوصا داخل أروقة البرلمانين البلجيكي والأوروبي . وتطرقت النائبة البرلمانية السيدة فوزية الطلحاوي للزيارة الأخيرة التي قامت بها رفقة وفد برلماني بلجيكي وازن الذي أجرى لقاءات هامة بمجلس النواب المغربي ومع وزير الجالية المغربية السيد أنيس بيرو ، وذكرت بالاحتفالات التي ستشهدها بلجيكا خلال هاته السنة تخليدا للذكرى الخمسين لتوقيع اتفاقية الهجرة سنة 1964 بين المغرب وبلجيكا. وفي إضافة له لما جاء في كلمة السيدة فوزية الطلحاوي ، عبر ممثل التنسيقية الأخ محمد الشرادي عن أسفه العميق بخصوص بعض مواقف الساسة البلجيكيين من أصل مغربي مقابل المواقف المشرفة لساسة بلجيكيين من أصل بلجيكي والتي تنصب كلها في خدمة مصالح وطننا ، وأبدى اشمئزازه وتقززه من موقف الفريق الأول من تخليد الذكرى الخمسين للاتفاقية المغربية البلجيكية التي لولاها لما وصل هؤلاء إلى ما وصلوا إليه اليوم. وأثنى الزميل محمد الشرادي كثيرا على مواقف الأخت فوزية الطلحاوي والأخ فؤاد أحيدار واستماتة الإثنين في الدفاع عن كرامة وسمعة بلدهم المغرب. وعلى نغمات النشيد الوطني المغربي ، أعلن عن اختتام فقرات هذا النشاط وعزم الجميع على المزيد من اليقظة والتعبئة لإفشال كل مخططات خصوم وحدتنا الترابية. وأخذت صور تذكارية للحضور الكريم الذي خرج من القاعة منشرح الصدر وأكثر حماسا ووطنية.