: لعسارة - هشام أحاروذ تعيش فرعية "بوشيذاذ" التابعة لمجموعة مدارس لعسارة، الواقعة ضمن تراب جماعة آمهاجر بنواحي إقليم الدريوش، وضعية يرثى لها بسبب الإهمال والنسيان الذي طالها من قبل المسؤولين الساهرين على تدبير هذا القطاع. فإذا كان موضوع التعليم ببلادنا يكتسي أهمية قصوى بالنظر إلى عدة اعتبارات، منها ما يتعلق بالتصنيف الدولي الذي يضع المغرب في المراتب الأخيرة من حيث نظامه التعليمي. فإن الاختلالات التي تنخر الجسم التعليمي بالمغرب، تتجسد بشكل أساسي من خلال التباينات الواضحة في مجال الاستفادة من الخدمات التعليمية بين مختلف جهات البلد بل وحتى داخل نفس الجهة. هذه التباينات وقع ضحيتها دوار "بوشيذاذ" على مستوى قرية لعسارة الذي تعيش مدرسته وضعية كارثية، وذلك بعدما أصبحت عبارة فقط عن أطلال، تشهد عما مضى من تاريخها وما كان لها من دور في تنوير عقول البراعم، أما اليوم فقد أصبحت المسألة غير ممكنة بالنسبة لما تبقى من أطفال هذه المنطقة، بعدما وجدوا أنفسهم خارج أسوار المدرسة منذ مايزيد عن شهر ونصف، باعتبار أن الحظ لم يسعف أسرهم على الهجرة بهم في إتجاه المدن والمركز الحضرية بصفة خاصة وغيرها من المناطق المحظوظة بصفة عامة، كما هو الشأن بالنسبة لباقي أقرانهم، خاصة مع غياب أدنى الضروريات والمستلزمات التي تتطلبها الحياة في زمننا الحاضر، والتي من أهمها وضعية مدرستهم التي لا تتوفر فيها الشروط الملائمة لنيل حظهم اللازم والأوفر من التعليم، بل يجدون فقط قسم أو أقسام معطلة ومعرضة لشتى أنواع التخريب والعبث، مما يؤكد مدى فضاعة وضع هذه الوحدة المدرسية التي طالها الإهمال والنسيان. وعليه فإن تلاميذ دوار بوشيذاذ على مستوى قرية لعسارة يطالبون من الجهات المعنية والمسؤولة، بضرورة التدخل العاجل والفوري، بغية إنقاذ ما يمكن إنقاذه..، مما يجعل مجموعة من الأسئلة تطفو نحو السطح وتحركها الآمال التي علقت على مجموعة من الإصلاحات والشعارات الرنانة التي تصيح بها الدولة من قبيل إصلاح منظومة التعليم، وتشجيع الفتاة القروية على التمدرس وغيرها...