لازالت ساكنة إقليم الدريوش تعاني الويلات والويلات جراء غياب التجهيزات واستهتار واستخفاف الأطر الطبية بحياة المواطنين، خصوصاً النساء الحوامل، حيث سجل يوم السبت 15 يونيو الجاري، وفاة امرأة حامل وجنينها، بعدما كانت قادمة من جماعة قاسيطة القصية عن مركز الإقليم بحوالي 45 كلم، في اتجاه المركز الصحي لمدينة ميضار، بعدما تعذر عليها ولوج المركز الصحي لجماعة قاسيطة الذي لازال مغلق في وجه ساكنة الجماعة نتيجة النقص الحاصل في الأطر الطبية، وغياب إرادة من الجهات المسؤولة في فتحه وتزوديه بالموارد اللازمة . وفارقت الضحية الحياة أمام البوابة الرئيسية للمركز الصحي لمدينة ميضار، جراء استخفاف الأطر الطبية وعجزها عن تقديم الإسعافات الأولية، معللين ذلك بافتقار المركز الصحي للمعدات الطبية، وافتقار سيارة الإسعاف للمعدات والإسعافات الأولية، وكانت عائلة الضحية البالغة من العمر 36 سنة والحامل في شهرها الثامن، قد طالبت رئيس المجلس القروي لجماعة قاسيطة بمدها بسيارة الإسعاف في تمام الساعة الثامنة صباحاً إلا أن مطلب عائلة الفقيدة لم يتحقق إلا بعد الساعة العاشرة . وإزاء هذا الواقع المتردي الذي تعرفه المراكز الصحية بالإقليم والصمت الممنهج من طرف المندوبية الإقليمية للوزارة الوصية، يضطر ساكنة إقليم الدريوش التي تتجاوز ال 200,000 نسمة لقطع مسافة 60 كلم انطلاقاً من الدريوش أو ما يزيد عن ال 100 كلم بأقصى جماعات الإقليم، للحصول على خدمة أقرب مستشفى بالناظور أو الحسيمة، وهو ما يخلف العديد من الحالات المأساوية في ظروف أقل ما يقال عنها أنها لا إنسانية . وفي السياق ذاته فقد خلفت الحالة المأساوية استنكاراً واستياء كبيراً لدى الساكنة والفعاليات الجمعوية والحقوقية، حيث طالبت إحداها وهي " هيئة الريف للحقوق و المواطنة " بفتح تحقيق عاجل في الحادثة .