نظمت لجنة الريف للتنسيق بمدريد اليوم 25 فبراير2013 ندوة علمية لمناقشة الفكر التحرري لدى محمد بن عبد الكريم الخطابي تخليدا للذكرى الخمسينية لوفاة الزعيم الأممي ، و ذلك بكلية الأداب التابعة لجامعة لاكومبلوتينسي. الندوة عرفت مشاركة أساتذة مختصين من المغرب و من إسبانيا. الندوة كانت من تسيير الدكتور محمد لمريني الوهابي الذي يشتغل أستاذا بكلية الفنون و الإتصالات بالجامعة الأوربية بمدريد. بداية الندوة كانت بدقيقة صمت ترحما على روح الزعيم و كذا أرواح كل الشهداء الذين سقطوا فداءا للديموقراطية و الحرية عبر بقاع العالم. الأستاذة ماريا خيسوس أستاذة التاريخ بنفس الجامعة و بصفتها ممثلة الجامعة في اللقاء أكدت أن محمد عبد الكريم الخطابي رجل سياسي بامتياز، حيث أن مشروعه لم يقتصر على تحرير الريف فقط بل كان طموحه هو تحرير كل شمال إفريقيا ، و قد أتسم بمناصرته لكل حركات التحرر عبر العالم . من جهتها المؤرخة الاسبانية ماريا روسا دي مادارياكا في عرضها أشارت إلى شخصية الأمير التي كانت تتسم بروح التسامح و الدفاع عن الحرية و العدالة و بناء الدولة العصرية، و كذا إهتمامه بتنمية منطقة الريف إعتمادا عن التعليم و بناء المدارس، و إصداره قوانين ضد كل أنواع التمييز. كما أكدت كذلك على وجوب إسبانيا الإعتراف بالجرائم المقترفة في حق المدنيين إبان الفترة الإستعمارية. الاستاذ خوان إغناسيو كاستيين مائيسترو تتطرق في مداخلته إلى الأهمية التي تكتسيها شخصية عبد الكريم الخطابي أثناء الحديث عن الحركات التحررية عبر العالم، و خلص إستاذ علم الإجتماع إلى أن الإعتراف و الإهتمام بتاربخ الزعيم و بتاريخ منطقة الريف شرط أساسي لتحقيق أي تقدم منشود في المغرب. بعد ذلك كان الدور للسيد جمال الكتابي عضو لجنة الخمسينية بهولاندا حيث قام بشرح توصيات النشاط الذي نظم يوم 16 من فبراير الجاري بأوتريخت (هولاندا). و في نفس السياق أشار إلى غياب الإرادة السياسية لدى السلطات المغربية قصد المصالحة مع الريف و فك الحصار عن تاريخ المنطقة. و طالب بالمسؤولية التاريخية لكل من إسبانيا، فرنسا و المغرب من أجل فك الحصار عن أرشيف جمهورية الريف. في الأخير تم فتح النقاش بين الحظور حيث أجمعت كل المداخلات على أهمية المشروع التحرري لمحمد بن عبد الكريم الخطابي بإعتباره السبيل الوحيد لتحقيقق الديموقراطية و العدالة الإجتماعية في المغرب.