الجميع يتذكر 11 شتنبر 2001 و ما عرفه من هجمات إرهابية على مركز التجارة العالمي، بينما القليل من يعني له 09 غشت 2007 شيئا، رغم أنه لا أحد من التاريخين يقل أهمية عن الأخر لانعكاساتهما الكبيرة على العالم . فإن كان الأول ينبأ بظهور عالم خطير يهدد أمن الدول الغربية و يهاجم قيمها، فلعل الثاني يصادف نهاية عالم هيمنت عليه الرأسمالية منذ عقود. ظهرت شرارات الأزمة الأولى بالولايات المتحدة، لما تدخلت المصارف المركزية في البورصة خوفا من حدوث شلل تام في السوق، بعد عجزمدينين من تسديد قروضهم العقارية، مما تسبب في أولى عمليات الإفلاس بمؤسسات مصرفية . تداعيات الأزمة بدأت في الإتساع بعد إعلان عدة بنوك إنخفاضا كبيرا في أسعار أسهمها بسبب أزمة الرهن العقاري، إلى أن أعلنت مؤسسة " ليمان براذر " العملاقة عن إفلاسها، حينها دخلت أمريكا حالة إستنفار من أجل تدارك الوضع . فبعد أن نالت من 19 بنكا بالولايات المتحدة، شقت الأزمة طريقها منذ ذلك الوقت إلى الدول الأوروبية و الأسيوية التي كان إقتصادها مرتبطا بشكل مباشر بالإقتصاد الأمريكي، فاعتبرت الأسوء على الإطلاق منذ الكساد الكبير سنة 1929 . فرغم ضخ الحكومات للأموال مباشرة في البنوك، والخطط التي وضعت من أجل إنقاذ السوق المالي، إلا أن الأزمة مستمرة ولم تتأثر البورصات إلا بارتفاع طفيف في المؤشر العام، وبعض الدول أدت إلى إفلاسها، أما القوى الصناعية الكبرى فقد أعلنت عن ركود إقتصادها رغم تدخل أنظمتها لتفادي الأزمة. خمس سنوات من معاناة الإقتصاد العالمي، و معالم الأزمة لازالت تظهر لنا جليا وهي تسقط الأسواق المالية الكبرى بالعالم وخاصة بدول الإتحاد الأوروبي كاليونان التي أفلست و إسبانيا التي أرق إقتصادها صانعي القرار باليورو. ففي ظل عجز الحكومات على إيجاد الحلول الكفيلة بالقضاء على الأزمة، أقر مجموعة من المحللين الإقتصاديين أن نظام الرأسمالية قد كشفت عوراته و ظهرت عيوبه و قد دقت ساعة تغييره بنظام إقتصادي أخر لحل المشاكل التي يتخبط فيها العالم اليوم .