تعبيرا منهم عن دعمهم القوي لصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الشرسة للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، شارك عشرات الآلاف من المغاربة، يوم الأحد 6 أبريل 2025، في مسيرة وطنية تضامنية حاشدة انطلقت من ساحة باب الأحد بالرباط إلى قبالة قبة البرلمان بشارع محمد الخامس. المسيرة التي سهرت السلطات المغربية على أن تمر في أجواء آمنة ومنظمة، تعكس لنا التوازن الذي تنتهجه الدولة المغربية، التي تؤكد باستمرار دعمها الثابت لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وخاصة إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وفي الوقت نفسه، تحافظ على قنوات الحوار والانفتاح الدبلوماسي، بما يخدم مصالحها الوطنية والإقليمية، دون أن تمس بثوابتها التاريخية. المسيرة مع الأسف الشديد زاغت عن مسارها العادي، حينما تعرض المستشار الملكي السيد أندري أزولاي لشتى أنواع السب والشتم وتم نعته "الصهيوني" من طرف عناصر جماعة العدل والإحسان، التي عودتنا دائما على استغلال مثل هاته المناسبات لتمرير خطاباتها الهادفة إلى المس باستقرار الوطن، وبالحياة العادية للمواطنين، واستعمال الاطفال والنساء كدروع بشرية أمام أي تدخل امني. المستشار الملكي السيد أندري أزولاي، يشهد له الجميع بدعمه الكبير لحوار الأديان والتقريب بين الثقافات، كما أنه يعتبر من المدافعين القويين عن القضية الفلسطينية، وفي الوقت نفسه، من كبار المؤيدين للسلام والتعايش بين الشعوب، ويلعب دورا كبيرا في تحسين العلاقات بين المغرب والجاليات اليهودية في العالم، خاصة القاطنة في إسرائيل وفرنسا. نعت مواطن يهودي مغربي بالصهيوني من طرف عناصر جماعة العدل والإحسان، هو خطأ فادح وظلم كبير، لأن اليهودية كدين وهوية ثقافية ليست مرادفا للصهيونية كإيديولوجيا سياسية، واليهود المغاربة، سواء المقيمون داخل المغرب أو خارجه، لهم ارتباط وثيق وعميق بالوطن، وكثير منهم يعبرون عن اعتزازهم بانتمائهم للمغرب، بغض النظر عن مواقفهم السياسية أو أماكن إقامتهم، أغلبيتهم يعارضون الصهيونية والسياسة الاسرائيلية. في الأخير نعبر عن اعتزازنا وافتخارنا بالهوية المتعددة للمغرب، التي تضم البعد الأمازيغي، العربي، الإسلامي، الإفريقي، الأندلسي، وأيضا اليهودي، الذي يعتبر بعدا أصيلا من الهوية الوطنية، أكده دستور فاتح يوليوز 2011، الذي صوت عليه المغاربة بالإجماع، حيث تم الاعتراف بالرافد العبري كجزء من مكونات الهوية المغربية.