رفع النظام العسكري الجزائري من وثيرة الحملة الانتخابية الفارغة المضمون السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي و الحقوقي...و اختار لها من العناوين... " من أجل جزائر منتصرة... المترشح الحر عبد المجيد تبون..." هو عنوان حملة الانتخابات الرئاسية بالجزائر و التي حسم العسكر الفائز فيها منذ إعلان عن تاريخ مبكر لاجراءها و بدون تكليف جهاز العسكر بتبرير و بيان أسباب التعجيل الانتخابي... لقد تعودنا على شعارات انتخابية بحمولات رمزية وسياسية قوية ك.." ماكرون معكم " أو مارين لوبان ب " امرأة دولة " أو ميلشلون و " عالم آخر ممكن "...أو شعار الاسباني بيدرو سانشيز .." اسبانيا التي نريد..." أما بوتين فظل يردد أثناء حملته الرئاسية أن شعب روسيا هو " عائلة واحدة كبيرة " و هي كلها شعارات سياسية واعدة بمستقبل يغرف من التنمية والرفاهية و الحقوق و الحريات و الأمل في افضل و آمن ....و ليست كشعارات الحفلة / الحملة الانتخابية للنظام العسكري التي تفوح برائحة الحرب الباردة و شعارات تلك المرحلة المضغدغة لمشاعر الكادحين و الفلاحين و العمال... لقد اختار مهندسو انتخابات النظام العسكري الجزائري بعناية فائقة مصطلح " من اجل جزائر منتصرة "...و قد يبدو الأمر لدى أصحاب النوايا الحسنة ، أن المغزى هو الانتصار على البطالة و الصحة و البنيات الصحية و توفير شروط الحياة الكريمة فوق أرض تحمل في باطنها احتياطات كبيرة من مصادر الطاقة و الثروة.... لكن الجميع يعلم أن الآلة الإعلامية الرسمية بالجزائر اشتغلت على هدف واحد هو " غسيل دماغ جماعي" للمجتمع و تقديم المغرب كدولة عدو ... و ان النظام الجزائري يجب أن يستعد للحرب و مضطر للتسليح و شراء الخبرة و الأسلحة....وهي كلها مبررات لتبديد الثروة الجزائرية... و اذا كان القائمون على الحملات الانتخابية في كل الدول الديمقراطية يتعمدون نقل و نشر صور المرشح أو المترشح مع جمهور المتعاطفين أو المنسقين أو الناخبين المحتملين...فإن النظام العسكري الجزائري ينقل فقط صور الرئيس القادم فوق الدبابات...بدون جمهور وبدون محبين و مريدين فقط قهقهات مشكوك في تسجيلها...و لعل هذا هو مربط السطر الثاني و ان عبد المجيد المترشح الحر...و هذه خدعة جديدة...فهل معنى أن الشعب الجزائري لا يتق في كل االاحزاب السياسية الموجودة...؟ هل يعني ان الأحزاب الجزائرية لم تستطع خلق مرشحين اقوياء منذ الاستقلال المشروط...؟ الشعب الجزائري يعرف جيدا الإنتماء الحقيقي للمترشح عبد المجيد تبون وانه ليس " حر "...لأنه لا يخفى على احد أن تبون هو مرشح العسكر و ليس الشعب...