تصوير : محمد العزوزي اضحى الملعب البلدي بالناظور ، يشكل أكبر هاجس للأندية الناظورية ، بحكم الوضعية المزرية التي آل إليها ، إن على مستوى ارضيته التي باتت غير صالحة لإجراء مبارة في كرة القدم في ظروف سليمة، أو على مستوى باقي مرافقه التي تفتقر لأدنى الشروط الأساسية ، نظرا لوضعية مستودعات الملابس التي تشمئز لها النفوس ، إضافة إلى إنعدام المرافق الصحية داخل الملعب الذي باتت على إثره كل مكونات لعبة كرة القدم ، من جمهور ولاعبين ومسيرين وأطر تقنية، تشكو من معاناة كبيرة طيلة تواجدها داخل الملعب ، هذا الأخير الذي أبى وضعه إلا أن يكتنفه الغموض ومصيره مستمرا في مسلسل المجهول إلى ما لا نهاية . وقد أضحت مختلف الفعاليات الرياضية والمهتمين بالقطاع على صعيد الإقليم ، تكرر إبان كل موسم كروي أسئلتها العالقة ، حول مشروع المركب الرياضي ، أو لنقل ملعبا يليق بموقع الإقليم الإستراتيجي وتاريخه الرياضي ومكانة أنديته في المنظومة الكروية الوطنية ، غير ان الجهات المسؤولة تابى إلا أن تسبح ضد التيار ، وتغرد خارج سرب الجماهير والفعاليات الرياضية ، التي بحت حناجرها بترديد مطلب إخراج حلم المركب الرياضي بالمدينة إلى حيز الوجود ، في ظل نهج الجهات المسؤولة لسياسة النعامة بدل الإستجابة الفورية لمطلب اضحى يفرضه واقع المشهد الرياضي ببلادنا في زمن ينشد فيه الجميع الإنتقال من مرحلة الهواية إلى عالم الإحتراف ، بعدما لم يحالف الحظ إقليمالناظور على غرار باقي أقاليم الوطن ، في تشييد مركب رياضي تم ربطه في فترات مضت بمسعى المغرب في إحتضان منافسات كاس العالم ، ظل على إثره الحلم يعيش حالة من المد والجزر ، إلى حين بلوغنا مرحلة الفشل الذريع في إحتضان الحدث الكروي الكوني ، لتتضح معالم النوايا التي تجسد إنشاء المركبات الرياضية على الورق " الماكيت " بدل إخراجها إلى أرض الواقع ، حيث ظل إقليمالناظور من أكبر ضحايا هذا المشهد الدرامي . ومع حلول الموسم الكوري الجديد 2009 / 2010 ، تعود حرقة السؤال من جديد إلى الواجهة ، متى سيتم تشييد مركب رياضي بمدينة الناظور ؟ سؤال حاولت شخصيا لسنوات مضت جاهدا أن أعثر له على إجابة علها تشفي غليل الجماهير الرياضية ، غير أن كل محاولاتي باءت بالفشل لسبب وحيد ، هو تقاذف المسؤولية بين أكثر من جهة ، حيث كل طرف يرمي بالكرة في شباك الطرف الآخر ، فبين إلتزام مجلس منتخب بميزانية 350 مليون سنتيم كمساهمة منه في إنشاء مركب رياضي ، منذ أزيد من أربع سنوات ، وعجز مجلس آخر في إيجاد وعاء عقاري مناسب لتشييد مركب رياضي ، تظل الديماغوجية هي سيدة الموقف ، والرياضة الناظورية برياضييها وجماهيرها ، الضحية التي تأبى أن تستسلم لمخططات الإجهاز على المرافق الرياضية ، وتظل الصوت الحي الذي يزعج الظمائر الميتة لدى الجهات المسؤولة ، التي بات العقار بقيمته الخيالية على صعيد الإقليم أكبر همها ولو كان على حساب أبناء الشعب الذين أصبحوا يشاهدون بأم ألأعين ، حرمانهم من المؤسسات التعليمية والصحية والمرافق الحيوية صباح مساء بحكم الجشع الذي أصاب المسؤولين الذين يسيل لعابهم تجاه كنز ثمين بمدينة الناظور إسمه العقار . وفي ظل كل ماسلف ذكره ، يظل الترقب سيد الموقف حول مصير الملعب البلدي الحالي ، الذي أكدت مصادر عليمة مختلفة أنه آن الأوان قصد الإجهاز عليه ، بتحويل آلات الهدم إليه في القريب العاجل ، بغية إستغلال فضاءه لإنشاء فندق ضخم وتشييد ملاعب التنس ومسابح على مساحته ، في حين سترغم الأندية الناظورية على رفع الراية البيضاء ، بفعل فاعل ، بما أن الرياضة بمدينة الناظور تعاني اليتم على مستوى المسؤولين الذين يعتبرون الأخيرة ورقة إنتخابية لاغير . ويجدر ذكره أن مدينة الناظور ، تتوفر على أربعة أندية كروية ، تتمثل في فريقي هلال الناظور وفتح الناظور الممارسين في بطولة القسم الأول هواة شطر الشرق ، وفريق حسنية الناظور الصاعد الجديد إلى القسم الجهوي الأول، وفريق الإتحاد الرياضي الناظوري الممارس في القسم الجهوي الثاني شطر الشرق ، إلى جانب فريق آخر من مدينة بني نصار يمارس بالقسم الجهوي الثاني أكد مصدر مطلع أنه حصل على ترخيص قصد إجراء مبارياته برسم منافسات بطولة الموسم الكروي الجديد بالملعب البلدي بالناظور . وهنا يتضح الأمر جليا حول الصعوبات التي ستواجه الأندية المذكورة ، حول برنامج التداريب اليومي ، ومباريات البطولة ، علما أن أرضية الملعب البلدي بالناظور أضحت في وضعية مزرية حتى قبل الإنطلاقة الرسمية لفعاليات البطولة الوطنية في أقسام الهواة رغم العمليات الترقيعية التي يشهدها في الفترة الحالة . فإلى متى ياترى سيظل هاجس واقع البنيات التحتية الرياضية بمدينة الناظور ، مستمرا ، وكابوسا مرعبا في وجه الأندية الناظورية ؟ وإلى متى ستظل الجهات المسؤولة مستمرة في سباتها العميق ، وغير مبالية بالمطلب المشروع للجماهير الرياضية الناظورية ؟