النقاش حول الحجاب والنقاب بين القانوني والسياسي محمد بوتخريط / هولندا سنوات عديدة مرت بعد مجموعة من النقاشات الساخنة التي أثيرت حول منع ارتداء الحجاب في المؤسسات التعليمية ببعض الدول الأروبية , وقوانين سنت بدول اخرى من قبيل قانون مارس 2004 بفرنسا الذي يمنع حمل الرموز الدينية في المؤسسات التعليمية انتقل الجدل هذه الأيام من الحجاب إلى النقاب وهذه المرة باسبانيا بعدما شهدت المحكمة الوطنية في العاصمة مدريد حادثا تمثل في رفض مهاجرة مغربية تقديم شهادتها أمام القضاء بدون نقاب. والقصة تعود كما أشارت الى ذلك جريدة القدس العربية في عددها 6316 ليوم الجمعة الموافق ل 25 من الشهر الحالي حين مثلت هذه المهاجرة المغربية واسمها فاطمة حسيني يوم الأربعاء الماضي أمام المحكمة الوطنية المكلفة بقضايا الإرهاب لتقديم شهادتها في قضية تتعلق بمحاكمة مجموعة من المهاجرين ساعدوا آخرين على الهروب من اسبانيا إلى العراق للانضمام إلى المقاومة , لتختلف بذلك التأويلات في تناول الحدث لتتجه بعض المقالات الصحافية في اتجاه وأخرى في اتجاه آخر ,وليتطور الأمر بذلك من نقاش قانوني إلى سياسي بامتياز وانتقادات بين الحكومة والمعارضة ووسائل الإعلام التي تؤجل الجدل. وبما أن السيدة حسيني ترتدي غطاء للوجه، - تضيف صحيفة القدس - طلب منها رئيس المحكمة رفع نقابها وتقديم شهادتها بشكل يجعل أعضاء المحكمة يرون وجهها، لكنها امتنعت بإصرار واضح متحججة بأن الدين الإسلامي يمنعها من إزالة النقاب أمام رجال لا تعرفهم وليسوا من عائلتها. وأكدت فاطمة أنها سبق وأن قدمت شهادتها بالنقاب خلال مرحلة التحقيق التي أشرف عليها القاضي الشهير بالتاسارا غارثون. واعتبر رئيس الجلسة أن القوانين المدنية تسمو على القوانين الدينية ، وبالتالي فعليها الامتثال للمحكمة. وبعدما فشل في محاولاته لإقناع فاطمة، اضطر إلى استدعائها لمكتبه الخاص حيث بعد نقاش طويل قبلت المثول مرة ثانية يوم الاثنين المقبل وأن تزيل النقاب شريطة أن لا يتم تصويرها وأن يراها فقط أعضاء المحكمة وليس الجمهور والصحافة الحاضرين. ويخلف هذا الحادث - يضيف نفس المصدر- جدلا ثقافيا وسياسيا قويا يرتبط أساسا بالاندماج وبمدى تساهل الدولة الإسبانية مع حالات مثل هذه. في هذا الصدد، ) تضيف نفس الصحيفة ( طالب إستيبان غونثالث بونس وهو عضو قيادي في الحزب الشعبي المعارض بضرورة قيام وزيرة المساواة بيبيانا أيدو بتصريحات لتوضّح موقفها من النقاب هل هي مع استعماله أم لا. وأثنى على موقف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي اعتبر أن كل امرأة ترتدي الحجاب فهي غير مرحب بها في فرنسا. وذهبت بعض المقالات الصحافية في اتجاه آخر وخاصة اليمينية، عندما اعتبرت أن مشروع 'تحالف الحضارات' و'مشروع الحوار مع الحركات الإسلامية' الذي دعا إليهما رئيس الحكومة خوسي لويس رودريغيث سبتيرو ينتج فقط مثل هذه الحالات. وذلك في اتهام صريح للحكومة الاشتراكية بالتساهل مع الاسلاميين