بينهن زهرة البصري التي تغلبت على الأمية وأصبحت روائية وهي في السبعين الدارالبيضاء: لحسن مقنع بدأت في المغرب الحملة الدعائية للمرشحات لجائزة «خميسة» التي تعد أهم جائزة في المغرب تقدم لنساء مبدعات ومتفوقات أو قدمن خدمات جليلة للمجتمع. وانطلقت الحملة للمرشحات على القناة الثانية المغربية، وبالموازاة مع ذلك ستبدأ عملية التصويت من طرف الجمهور باستعمال الرسائل الهاتفية القصيرة والإنترنت والرسائل البريدية والاتصال الهاتفي. ويرتقب أن يشارك 1500 شخص في الحفل الختامي للمسابقة، الذي ستعلن فيه النتائج وتقدم الجوائز للفائزات، والذي سينظم في 17 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل في قصر المؤتمرات بمراكش، وسيبث مباشرة على القناة المغربية الثانية. وتتنافس 25 سيدة في المرحلة النهائية للمسابقة على خمس جوائز هي جائزة «العمل الاجتماعي» وجائزة «العلوم والبحث العلمي»، وجائزة «الإدارة والخدمة العامة» وجائزة «المقاولة والأعمال» وجائزة «المسارات المتميزة» التي عوضت هذه السنة الجائزة المخصصة للرياضة في مسابقة السنة الماضية. وتقول ليلى أوعشي، عضو لجنة التحكيم «نحاول في كل سنة تسليط الضوء على ميدان جديد من ميادين نبوغ وتألق المرأة المغربية، وبعد تكريم سيدات تألقن في مجالات الفن والرياضة والإعلام خلال الدورات الماضية، قررت لجنة تحكيم مسابقة «خميسة» تسليط الضوء هذه السنة على سيدات مغربيات متميزات عرفن مسارات غير قابلة للتصنيف». وتتراوح أعمار المرشحات الخمس لجائزة «مسارات متميزة» بين 33 سنة و70 سنة، بينهن ثلاث سيدات خضن غمار تجاربهن المتميزة في المهجر. قيدومة المجموعة زهرة البصري النقرشي استطاعت التغلب على الجهل والأمية لتصبح كاتبة لامعة في عقدها السبعين. كان عمرها 11 سنة عندما غادرت المدرسة ولم تنه المرحلة الابتدائية بعد، تزوجت صغيرة من عسكري سابق في الجيش الفرنسي وأنجبت طفلها الأول وعمرها 17 سنة. ظلت حرقة الحروف التي لم تتعلمها تحك قلبها إلى أن كان اللقاء ثانية مع الكتاب عندما انتقلت أسرتها إلى مدينة إفران حيث استثمر زوجها مدخراته في مكتبة. ثابرت زهرة في تعلم القراءة، وتجاوزتها إلى الكتابة لتنشر أول رواية لها وعمرها 60 عاما. ويرتقب أن يخرج ثالث مؤلف لها في يوليو (تموز) 2010، وقد أصبح كتابها الأول يدرس ضمن مقررات التعليم الثانوي في المغرب. أما إزا جنيني، المنتجة والمخرجة السينمائية المشهورة بشرائطها الوثائقية، فتعتبر نموذجا للطائفة اليهودية المغربية المتشبثة بمغربيتها وبتراثها العريق. من أبرز إنتاجاتها «نوبة الذهب والنور» حول التراث الموسيقي العربي الأندلسي، وشريط «آثار» حول الظاهرة «الغيوانية» الشبابية التي عرفها المغرب في السبعينات، بالإضافة إلى أفلام حول فن العيطة وغيرها من الفنون الشعبية المغربية. ومن فرنسا ترشحت للجائزة فاطمة حال، الباحثة المتخصصة في المطبخ المغربي، صاحبة مطعم المنصورية في باريس، والعديد من المؤلفات حول فن الطبخ المغربي. ومن بلجيكا وزيرة الثقافة والشباب فضيلة لعنان، صاحبة المسار السياسي المتميز. ومن إسبانيا الكاتبة والإعلامية المغربية نجاة الهاشمي، التي تألقت بفعلها الثقافي وكتاباتها في سماء إقليم كاتالونيا. وتتكون لجنة تحكيم المسابقة هذه السنة من تسع شخصيات مجتمعية مرموقة، 4 رجال و5 سيدات، تم انتقاؤهم لمدة 3 سنوات لضمان نوع من الاستمرارية في المسابقة. وتقول سلوى بوحدو، عضو اللجنة المنظمة للمسابقة، «الجوائز التي تمنح في إطار مسابقة خميسة ليست شخصية. فالهدف من خميسة هو تنظيم حدث رمزي كل سنة لتكريم المرأة المغربية عموما من خلال تكريم سيدات تميزن بعملهن وكفاحهن من أجل إعلاء رأس المرأة المغربية في كل الميادين. خميسة هي رسالة موجهة لكل النساء المغربيات لكي نقول لهم إن الأمور تتحرك وأن هناك تقدما يحدث في بلدنا، ودعوتها للانخراط فيه وتعزيز مساره». ومند انطلاق خميسة عام 1998 تم تنظيم 8 دورات، وعرفت المسابقة تطورا هائلا منذ تنظيم دورتها الأولى في سينما لانكس بالدارالبيضاء. وبعد أن كانت المسابقة لعدة سنوات مرتبطة بذكرى 8 مارس (آذار) التي تحتفل بالعيد العالمي للمرأة، أصبحت جائزة «خميسة» مرتبطة بذكرى 10 أكتوبر (تشرين الأول) التي أعلنها العاهل المغربي الملك محمد السادس عيدا للمرأة المغربية. الشرق الأوسط