أصل الحكاية: دعوة لمستعملي الطريق الرابطة بين تاويمة وقرية أركمان إلى توخي الحيطة والحذر خلال مرورهم عبر هذا المقطع، حتى لا يتحول هذا الصيف لصيف دامي ..! (لا قدر الله). قضيت أسبوعا في البلد، وبالتحديد في مدينة الناظور و في كل مرة أستشعر وصولي إلى طريق قرية أركمان، يدب في داخلي شعور الخوف، فهي الطريق ذاتها التي اعرف انها تحصد الأرواح باستمرار بسبب عدم وجود وسائل للسلامة المرورية على امتداد طوله!. حلم الساكنة هناك كان دائما إخراج مشروع إعادة إصلاح هذه الطريق وتهيئتها الى النور، ولعل هذا الحلم، الذي بقي معلقا لعقود، بدأت تتعزز الآمال حوله، بعدما تم الاعلان مؤخرا على دراسات تقنية أفرجت عنه بل أنه تم فعلا الشروع في أشغال إنجاز الطريق والذي سيصبح طريقا مزدوجة . فعلا، انطلقت أشغال تهيئة وتقوية هذا الطريق والذي يربط بين تاويمة وقرية اركمان، على مسافة تقدر ب 18 كيلومتر ونصف، والتي استبشر مستعملوها خيرا بعد بداية الأشغال بهذا المقطع الطرقي الخطير. ومن المنتظر أن تساهم صيانة و توسعة وتقوية هذه الطريق وتصحيح المنعرجات وترميم جنباتها ووضع علامات التشوير الطرقي على مسافة 18 كيلومترا ونصف بطريق مزدوجة، وهذا من شأنه طبعا تسهيل عمليتي النقل والتنقل، وكذا خفض مؤشر حوادث السير ومسح كل النقط السوداء فيه . لكن لم تدم الفرحة كثيرا، إذ سرعان ما تحول الحلم الذي راودهم لعقود بتوديع سنوات العزلة والمعاناة إلى كابوس يتمنون اليوم أن ينتهي بسبب الفوضى التي تحدثها الاشغال التي تعرفها الطريق . لقد اصبح الطريق اليوم مع الاشغال التي تعرفه أخطر مما كان عليه من قبل، خاصة مع تزامنه مع فترة الصيف وتحرك المصطافين في اتجاه شواطئ أركمان وراس الماء والسعيدية وعودة افراد الجالية، مما قد يؤزم الوضع أكثر فأكثر. وستشكل الأشغال التي تعرفه وبالشكل الذي تسير عليه بالتالي خطرا كبير... خاصة وأن الطريق اصبح يعرف انتشارا كبيرا للحفر والمطبات بفعل هذه الأشغال التي أنجزت وتُنجز على مستواه، ما يصعب على أصحاب السيارات التنقل بل وحتى المرور إلى بيوتهم . طريق عبارة عن متاهات بفعل الاشغال التي تعرفها ، لا تشوير في المستوى ، ولا حتى لوحات تبين المداخل والمخارج في الطريق. السائقون في تيه وحيرة حول أي الطرق مقطوعة وأي منها محفورة ، وأي منها يُسمح السير فيها ، واي منها يُمنع التنقل فيها. غياب التشوير وغياب الإنارة... هو سيد الموقف. لاتحظى هذه الطريق بوجود أي علامات سواء تحذيرية أو إرشادية واضحة ، ما عدا بعض اللوحات المترامية هنا وهناك غطاها الوحل والتراب، وكأنها لغز أو متاهة تزيد السائقين تيه و حيرة ... واصبحت أمور السلامة في الطريق تخضع ليقظة ولمهارة السائق... وحرصه على اليقظة والاستعداد لمفاجآت الطريق خصوصاً في المنعطفات والمناطق المظلمة، كما أن لوحات ارشاد ليست موجودة أصلاً، ولا لوحات التنبيه... اضافة الى ان المداخل والمخارج غير واضحة لعدم وجود اللوحات الارشادية. هذا ناهيك عن الأضرار التقنية التي تتعرض لها المركبات، خاصة سيارات الأجرة والحافلات التي تمر عبر هذه الطريق بشكل يومي، رغم ان الاشغال قاربت ان تنتهي ببعض المقاطع التي أصبحت في حالة جيدة، غير أن بقية المحاور توجد في حالة يرثى لها. وكما يبدوا حال الطريق اليوم بفعل الاشغال وكما على لسان حال اهل المكان من سائقين واهالي وعابرين ، ان الاشغال تسير "بأخطاء واضحة "، قد تؤدي إلى وقوع حوادث قد تُدخل الحزن من جديد إلى بيوت كثيرة. الأمر الذي جعلهم يطالبون الجهات المعنية بضرورة التسريع بالأشغال ومعالجتها ، بإعادة تخطيطها "بشكل علمي"، بتحسين المداخل والمخارج للمداشر التي تنتشر على جنباته، ووضع إشارات واضحة ووسائل للسلامة على امتداد طوله.. و وضع الحواجز الواقية التي تستخدم على الطرق والشوارع أثناء الاشغال لحماية مستخدمي الطريق من أية مخاطر محتملة ، ولما لا فتح طريق منحرف مجهز بعلامات التشوير العمودية والأفقية اللازمة، والذي سيمكن من ضمان حركة السير في ظروف ملائمة على مستوى هذا المقطع.. خلاصة الحكاية، هي دعوة لمستعملي الطريق إلى توخي الحيطة والحذر خلال مرورهم عبر هذا المقطع، حتى لا يتحول هذا الصيف لصيف دامي..