قبل أيام ، عقد وزير الاتصال المغربي مصطفى الخلفي ، لقاءا مهنيا مع العديد من مدراء المواقع الالكترونية في المغرب ، وهي مبادرة لم تكن لترى النور ، لولا الأهمية التي أصبح يكتسيها الإعلام الالكتروني ، في زمن الثورات العربية و الحراك الشبابي ، بحيث كانت إلى جانب مواقع الشبكات الاجتماعية و المدونات الشبابية ، النافذة التي يطل من خلالها الصحفي الالكتروني المغربي على العالم . اللقاء و إن كان تشاوريا ، من أجل تقنين المهنة و الاعتراف بها قانونيا ، على اعتبار أن الصحافة الالكترونية ، أصبحت لها مكانة هامة ، في المشهد الإعلامي المغربي و أصبح لها قراؤها و متتبعوها ، لدرجة أنها سحبت البساط عن الصحافة التقليدية و الورقية ، لسرعتها و أنيتها و فعاليتها في نقل الخبر و المعلومة ، فضلا على أن عدد المواقع الالكترونية في المغرب ، أصبح يعرف ارتفاعا لافتا للنظر تماما كالجمعيات و النقابات و الأندية و المنتديات الصحفية ، التي تراهن على تقنين المهنة و الدفاع عنها و تحصينها من الدخلاء و السماسرة و منتحلي المهنة ، فإن دورها الآن ، بعد الخطوات التي بدأتها الحكومة الجديدة ، من أجل الاعتراف بالصحفي الالكتروني و بدعم المقاولات الصحفية عبر الإشهار و غيرها من الخطوات التي لن تكون إلا في صالح الصحفي الالكتروني ، من أجل الرفع من مستوى المواقع الالكترونية و من مهنيتها على مستوى تناول الخبر و معالجته إعلاميا. فإلى جانب كل هذا ، فقد أصبح لها دورا آخر غير تأهيل تكوين الصحفي و الدفاع عنه و تأهيله لممارسة المهنة باحترافية و مهنية ،، هو توحيد الرؤية حول من هو الصحفي المهني و ما هي شروطه في الحصول على بطاقة الوزارة ، حتى لا تتكرر مآسي توزيع البطاقات على من لا يستحقها ، و عن كيفية حصول المواقع الالكترونية على الدعم و المعلومة و ..و غيرها من القضايا و الإشكالات ذات الارتباط بشروط ممارسة المهنة و الحرص على أخلاقيتها في زمن التحولات و المتغيرات التي يعرفها العالم . تحولات واكبها الإعلام الالكتروني بما له و عليه ، بالحماسة تارة و بالمهنية تارة أخرى ، لتأتي مبادرات الدورات التكوينية ، التي نظمت في الشهور القليلة الماضية ، من أجل تأطير المهنة و الرفع من مردوديتها و التي عرفت مشاركة العديد من الشباب المغاربة ، تحت إشراف هيئات عربية و مغربية ، أبرزت بوضوح حاجة الشباب المغربي إلى دورات تأطيرية و أوراش تكوينية و إلى معاهد أكاديمية ، للانتقال بالمهنة من المستوى الحماسي النضالي إلى المهني الاحترافي و هي مبادرات جمعوية ، و إن جاءت متأخرة في توقيتها ، إلا أنها أعطت أكلها ، من حيث تفاعلات الشباب بأهمية و دور الإعلام في خدمة الربيع العربي و ضرورة تقنين المهنة و الرفع من محتوى المواقع ، إن على مستوى تناول الخبر و معالجته مهنيا أو تغليب طرف على آخر مع الحرص على التأكد من مصدره ومن صدقيته أولا و أخيرا . من هنا ، تأتي الحاجة إلى مائدة مستديرة ، يحضرها كل صحفي مهني ، له تجربة في ميدان الصحافة الإلكترونية و حضور فاعل على مستوى المتابعات و الكتابات الصحافية و مدراء المواقع الالكترونية على امتداد الرقعة الجغرافية ، لتدارس واقع و آفاق الصحافة الإلكترونية و توحيد الرؤية حول الأبجديات الأولى ، حتى يتعمق النقاش في اليوم الدراسي ، المزمع عقده من طرف وزارة الاتصال ، في الشهر المقبل ، ربحا للوقت و الجهد . الحل هو قليل من الكلام كثير من العمل . ملحوظة : المبادرة مفتوحة للهيئات الجمعوية الفاعلة في المجال الإعلامي الالكتروني ، من أجل تسطير الأرضية الفكرية للمائدة المستديرة و تحديد مكان وزمان اللقاء . * كاتب و إعلامي مغربي [email protected]