نظمت الرابطة المغربية للصحافة الإلكترونية بشراكة مع مركز الدراسات والبحوث الإنسانية يوم الجمعة 29 أبريل المنصرم بوجدة، دورة تكوينية في موضوع: “أهمية المصادر ومهارات العنونة في الصحافة الإلكترونية”. الورشة التكوينية أطرها الإعلامي عادل أقليعي مدرب معتمد من الأكاديمية العربية العالمية للتدريب وتنمية الموارد البشرية، ومركز مهارات جودة التعليم والتدريب “Eduquatrain”، وذلك بحضور عدد كبير من مدراء الصحف الإلكترونية والمراسلين الصحافيين والمدونين والطلبة المهتمين بالميدان، جاؤوا من مختلف مدن الجهة الشرقية، لأجل الاستفادة من هذا التكوين العلمي والعملي حول الصحافة الإلكترونية وتقنياتها، وكيفية التعامل مع الإنترنت في ظل الثورة الرقمية التي يعفرها العالم اليوم. وطرحت بالمناسبة عدة تساؤلات من أهمها، ما موقع الصحافة الإلكترونية في المغرب؟ وما الفرق بين الصحافي والمدون؟ وهل الصحافة الإلكترونية أسهمت في الحرية والتعبير وطرح قضايا ساخنة أكثر جرأة ومصداقية؟ وهل الصحافة الإلكترونية تستند على قوانين الصحافة التقليدية والتقيد بالأجناس المعمول بها حاليا؟ وما هي آليات وشروط استنادها للوصول إلى مصادر الخبر؟ أسئلة كثيرة وأخرى تستأثر باهتمام الصحافي، جاءت في اليوم التواصلي والتدريبي، وحاول المشاركون والمؤطر الإجابة على بعض نقطها باهتمام وانشغال بالغين. وجاء هذا الموضوع ليثار للنقاش، بعد ما عرفته الساحة من تزايد في استعمال الإنترنت والتكنولوجيا الحديثة المعتمدة على السرعة، وظهر بالتالي ما يسمى بالكتابة الإلكترونية من خلال جرائد ومواقع إلكترونية تنتشر بشكل كبير، نظرا لتزايد الوعي بأهمية الإنترنت في الحياة اليومية للصحافيين والمواطنين، مواقع إلكترونية تستفيد ماديا من تكلفة بسيطة، وعمليا من سهولة التحكم بالأداة الرقمية المنتشرة بالبيوت المغربية، وأكثر من ذلك، تملك هامشا أكبر من الحرية لطبيعة الشبكة العنكبوتية، مواقع إلكترونية أصبحت تبحث لنفسها عن مكانة مستقلة إلى جانب مثيلاتها من الصحافة المكتوبة والصحافة السمعية البصرية. إشكالية الصحافة الإلكترونية، تبقى عالقة في ظل عدم وجود اعتراف رسمي وضروري كوسيلة إعلامية إلى جانب باقي وسائل الإعلام الأخرى… غياب اعتراف قانوني أيضا يجعلها تستقل بذاتها، وتشتغل وفق قواعد مشتركة، خاصة في ظل الخلط القائم بين الصحافة الإلكترونية والتدوين الإلكتروني، وهو ما يستوجب في مرحلة أولى، وضع ضوابط واضحة تفرق بين الصحافة والتدوين الإلكترونيين، تم تطوير الصحافة الإلكترونية في مرحلة ثانية لتصبح قادرة على منافسة باقي الوسائل الإعلامية والتكامل معها. وفي الأخير، خلصت الورشة التكوينية بأعمال تطبيقية شارك فيها جل المشاركين مع انخراط عفوي في محتوى الموضوع المطروح، الذي كان أساسه الصحافة الإلكترونية بين الحرية والمسؤولية واحترام أخلاقيات مهنة الصحافة، في الوقت الذي لازال فيه النقاش قائما بخصوص الاعتراف الرسمي والقانوني بالصحافة الإلكترونية كجهاز إعلامي يؤثر بشكل كبير في المجتمعات العربية والغربية، وبطبيعة الحال المغرب من هذه الدول التي تعرف تنامي التعامل والتواصل مع الإنترنت في ظل هذه الثورة الإعلامية بحيث يحتل المرتبة الثانية بعد مصر ومرتبة مشرفة على المستوى العالمي .