نوال الركيبي تحت شعار" أسئلة الشباب المغربي وانتظاراته من خلال الإعلام الجهوي"، نظم الإتحاد الوطني للصحفيين الشباب بالمغرب ندوته الإعلامية الأولى في أول خروج إعلامي له بعد تأسيسه في 6 ماي المنصرم، وذلك مساء يوم الأحد 3 يوليوز بقاعة المركب الثقافي محمد جمال الدرة بأكادير. وهذا وفي كلمة إفتتاحية لرئيس الإتحاد "أحمد موشيم"، أكد على ضرورة بناء فضاء تفاعلي تفاعلي حول القضايا ذات الصلة بالإعلام الجهوي في ارتباطاته بتدبير الشأن المحلي و على الأخص ما يتعلق منه بتدبير قضايا الشباب، و هو أمر – كما نعلم جميعا- أصبح من الأهمية بمكان في ظل سياقات سياسية و ديمقراطية دشن لها جلالة الملك منذ توليه العرش، لاسيما المشروع الجريء المرتبط بالجهوية المتقدمة و المنعطف التاريخي الذي أسس له جلالته بإقرار الدستور الجديد. الندوة التي حضرها عدد من المشتغلين على قضايا الإعلام، انطلق من خلالها الصحفي بإذاعة راديو بلوس "سعيد العمري" إلى دعوته "الهاكا" إلى إطلاق الجيل الثالث من التراخيص للإذاعات والقنوات، وعدم الاكتفاء بالقطب الإعلامي من القناة الأولى والسادسة.. والتي رأى أنها لا تستجيب لتطلعات الشعب المغربي وشبابه، وأردف مخاطبا الهاكا: "باركا". وأكد العمري في محور له حول: "الإعلام والحاجيات التي ينتظرها الشباب" بأن الفئة الشابة غادرت الإعلام الجهوي لافتقاده للمهنة ولعدم استجابتها لتطلعاته إلى ما أسماه بالإعلام المواطن. من جهته تأسف الأستاذ "أحمد حاما" مدير أسبوعية الغد الجهوية لتعامل الدولة وأجهزتها المختلفة بالتفاضل بين الجرائد الوطنية والجرائد الجهوية،وأضاف في محور حول: "الإعلام الجهوي والنخب المحلية" بأن الصحافة الجهوية تعرف إكراهات مرتبطة بقلة أدوات الاشتغال الحقيقية، وبمشكل الوصول إلى المعلومة، وقلة الدعم المالي والتحكم في الإشهار، وضعف العلاقة بين الصحافة والمنتخبين. وطالب المحاضر الدولة بالمساواة بين الصحافة الوطنية والجهوية على مستوى الإشهار والإعلانات، وبتشجيع الإعلام الحر والسماح بتدفق المعلومة على المستوى الجهوي. والمؤسسات الاقتصادية المحلية بالدعم المادي. والصحافة بالرفع من التناول الإعلامي للخبر الجمعوي بمنهجية تحليلية. وندد حما بما أسماه بالإجرام الذي تمارسه الصحافة الوطنية في حق الجهوية بالتعامل الفض مع المراسلين الصحفيين، مع استثنائه لبعض الصحف الوطنية مؤكدا بأن ذلك يضرب في عمق الديمقراطية. من جانبه أكد أستاذ الإعلام "خالد لوزيعا" وفي موضوع:”الصحافة الشبابية وسؤال المهنية”، توقف عند الأزمة التي تعيشها الصحافة الورقية عالميا من خلال تراجع السحب والمبيعات وتقلص المؤشرات المالية للصحافة المكتوبة وفرار مصادر التمويل/الإشهار الى وسائل التواصل الجديدة. وطنيا، وصف لوزيعا واقع الصحافة المكتوبة بالمغرب بالكارثي بامتياز، وأنها تعيش على حافة الإفلاس، مضيفا بان جل المقاولات الصحفية تعيش الهشاشة على مستوى أوضاعها المالية والتجارية وتسير نحو العجز المالي ما لم يتم تدارك هذا الوضع. لوزيعا استند في موقفه على الدراسة التي أنجزتها وزارة الاتصال بخصوص تشخيص واقع الصحافة المكتوبة بالمغرب، وهي الدراسة التي أثبتت أن جل المؤسسات الإعلامية تعيش اختناقا على مستوى جلب الاستثمارات الاشهارية، ما يطرح علام استفهام عن مستقبلها، الدراسة التي طرحت مشكل التكوين والتكوين المستمر لدى العاملين في الحقل الإعلامي المكتوب، أكدت من خلال إحصائيات مؤسفة، بان اقل من1% من المغاربة فقط من يقرأ الصحف، وان هناك معدل 13 جريدة لكل 1000 مواطن، وأن الصحف المغربية كاملة لا تبيع أكثر من 350 ألف جريدة يوميا مقابل جريدة الشروق الجزائرية مثلا التي تبيع لوحدها مليون نسخة يوميا، وهي مؤشرات تؤكد بأن المغرب يعد من أضعف البلدان على مستوى الصحافة المكتوبة، وبالاظافة إلى ذلك، أشارت الدراسة إلى ضعف الاستثمارات في مجال هذا النوع من الصحافة. بالمقابل، أكد لوزيعا بان وسائل الإعلام الالكترونية الشبابية تشكل المنافس الشرس بالنسبة للصحافة المكتوبة، بحكم ما لها من نقط القوة مرتبطة بالعالم الافتراضي من سهولة وسرعة بث الخبر ووصوله الى أكبر عدد ممكن من القراء، مع توظيفه التقنيات التكنولوجية المعاصرة المحدودة وفي مقدمتها الأنترنيت، وتساءل الإعلامي لوزيعا أيمكن أن تشكل الصحافة الالكترونية بديلا للصحافة الورقية خصوصا وان في أي محطة مهمة يتم اللجوء إلى الإعلام الالكتروني لمعرفة الخبر والاطلاع على حيثياته؟. من جانب آخر، دعا خالد لوزيعا إلى الاحتكام إلى مواثيق الشرف واحترام أخلاقيات المهنة، مسجلا بهذا الخصوص مجموعة من الملاحظات على واقع الإعلام الالكتروني ومنها، الخلط بين الخبر المهني والتعليق، وما يتعلق بمصدر الخبر خصوصا وان هناك من يتحدث في بعض الحالات عن المصادر المزيفة، و كذا انتشار الشائعات والسب والشتم والتهجم على أعراض الناس ونشر الصور والأخبار الفاضحة وعدم احترام الحياة الخاصة للأفراد وغيرها. وبخصوص الآفاق الممكنة لتأهيل الصحافة الالكترونية، أكد لوزيعا بان هذه الآفاق مرتبطة بمجموعة من الجوانب والمداخل أهمها المدخل القانوني من خلال استيعاب الصحافة الالكترونية وتنظيمها بدء بتعديل الظهير المرتبط بالصحفي المهني ليستوعب الصحفي الالكتروني ليؤطر في اطار قانون الصحافة. المدخل الثاني مدخل تنظيمي مرتبط بالدفع بتأسيس مقاولات صحفية مسجلة على مستوى الضرائب من خلال تقديم الوثائق الثبوتية للصحيفة الالكترونية وفتح مجال الدعم العمومي لفائدة هذا النوع من الصحافة، في حين أن المدخل الثالث تكويني وذلك بايلاء العناية لتكوين المشتغلين للصحافة الالكترونية. يذكر أن الندوة الإعلامية التي نظمها الاتحاد الوطني للصحفيين الشباب بالمغرب، تميزت بطرح قضايا وملفات لها علاقة بتشخيص واقع الإعلام الجهوي والسبل بالكفيلة بتأهيله، وخلص المتدخلون الى مجموعة من المقترحات والتوصيات الكفيلة بالرفع من مستوى هذا الإعلام الذي هو في أمس الحاجة إلى تأهيل حقيقي. وفي نهاية هذه الندوة، تلي بيان صادر عن الاتحاد يتضمن مقترحات هذا الإطار الصحفي الشبابي الواعد بخصوص الاعلام الجهوي. والذي وقعه جل مدراء المؤسسات والمنابر والجمعيات والنوادي الإعلامية بالجهة.