” أسئلة الشباب المغربي وانتظاراته من خلال الإعلام الجهوي” هو محور الندوة الإعلامية التي نظمها الاتحاد الوطني للصحفيين الشباب في أول خروج إعلامي له بعد تأسيسه، وذلك مساء يومه الأحد 3 يوليوز بالمركب الثقافي محمد جمال الدرة باكادير. الندوة تهدف حسب احمد موشيم رئيس الاتحاد إلى بناء فضاء تفاعلي ذو صلة بتدبير الشأن المحلي في علاقته بالإعلام الجهوي، في ظل سياقات سياسية جديدة في إشارة إلى مشروع الجهوية والدستور الحالي، فضلا عن اغناء النقاش بخصوص قضايا الشباب في علاقتها بالإعلام الجهوي، و كذا المساهمة في بناء مشروع خريطة طريقة لإعلام جهوي جاد ومسؤول. الندوة التي حضرها من المشتغلين في الحقل الإعلامي والصحفي، انطلق من خلالها الصحفي سعيد العمري في عرضه من سؤال وجهه لعدد من الطلبة و الشباب بخصوص ما إذا كان هذا الشباب يجد ذاته في وسائل الإعلام الجهوية؟ ليخلص بان هناك على العموم جواب يعبر في عمومه عن عدم الرضا وعدم وضع الشباب ضمن أولويات الإعلام الجهوي، و هو ما يدفعه إلى الهروب نحو ما سماه الإعلام المواطن. العمري أكد بان الإعلام الجهوي بجهة سوس يفتقد للمهنية في غياب مؤسسات إعلامية وازنة من جهة وغياب التكوين من جهة ثانية، ودعا إلى هيكلة الصحف الجهوية لتصبح أكثر مهنية، مع الإسراع إلى إطلاق الجيل الثالث من المحطات الاداعية والقنوات التلفزية الجهوية، مؤكدا على ضرورة مواكبة الإعلام الجهوي للحراك الاجتماعي وإلا سيجد نفسه في عزلة. من جهته احمد حاما مدير جريدة “الغد” الجهوية، توقف في محور” مبادئ الحكامة في الإعلام الجهوي” عند ما سماه التفاضل بين الصحافة الوطنية و الجهوية من خلال تجليات أبرزها تهميش المراسلين الصحفيين والصحفيين الجهويين واشتغال هؤلاء في غياب الإمكانات مع ما يرافق ذلك من التهميش مقارنة مع المؤسسات الصحفية في محور الرباط والدار البيضاء. حاما أكد على ضرورة تهييء مناخ الممارسة الإعلامية من خلال توفير أدوات الاشتغال الحقيقية و الحق في الوصول إلى المعلومة مع إحداث مقاولات صحفية جادة. ودعا مدير جريدة الغد إلى ضرورة إنشاء تقاليد بين الصحفي والمؤسسات المنتخبة ان على مستوى الدولة التي تتعامل في الغالب بنوع من الشك والريبة مع المراسل الجهوي، وان على مستوى الأحزاب السياسية التي لا بد من فتح أبوابها أمام الصحفيين للحصول على المعلومة. وان على مستوى المجتمع المدني خصوصا وأن جهة سوس مشهود لها بالريادة في مجال العمل الجمعوي. من جهته الإعلامي خالد لوزيعا وفي موضوع:”الصحافة الشبابية وسؤال المهنية”، توقف عند الأزمة التي تعيشها الصحافة الورقية عالميا من خلال تراجع السحب والمبيعات وتقلص المؤشرات المالية للصحافة المكتوبة وفرار مصادر التمويل/الإشهار الى وسائل التواصل الجديدة. وطنيا، وصف لوزيعا واقع الصحافة المكتوبة بالمغرب بالكارثي بامتياز، وأنها تعيش على حافة الإفلاس، مضيفا بان جل المقاولات الصحفية تعيش الهشاشة على مستوى أوضاعها المالية والتجارية وتسير نحو العجز المالي ما لم يتم تدارك هذا الوضع. لوزيعا استند في موقفه على الدراسة التي أنجزتها وزارة الاتصال بخصوص تشخيص واقع الصحافة المكتوبة بالمغرب، وهي الدراسة التي أثبتت أن جل المؤسسات الإعلامية تعيش اختناقا على مستوى جلب الاستثمارات الاشهارية، ما يطرح علام استفهام عن مستقبلها، الدراسة التي طرحت مشكل التكوين والتكوين المستمر لدى العاملين في الحقل الإعلامي المكتوب، أكدت من خلال إحصائيات مؤسفة، بان اقل من1% من المغاربة فقط من يقرأ الصحف، وان هناك معدل 13 جريدة لكل 1000 مواطن، وأن الصحف المغربية كاملة لا تبيع أكثر من 350 ألف جريدة يوميا مقابل جريدة الشروق الجزائرية مثلا التي تبيع لوحدها مليون نسخة يوميا، وهي مؤشرات تؤكد بأن المغرب يعد من أضعف البلدان على مستوى الصحافة المكتوبة، وبالاظافة إلى ذلك، أشارت الدراسة إلى ضعف الاستثمارات في مجال هذا النوع من الصحافة. بالمقابل، أكد لوزيعا بان وسائل الإعلام الالكترونية الشبابية تشكل المنافس الشرس بالنسبة للصحافة المكتوبة، بحكم ما لها من نقط القوة مرتبطة بالعالم الافتراضي من سهولة وسرعة بث الخبر ووصوله الى أكبر عدد ممكن من القراء، مع توظيفه التقنيات التكنولوجية المعاصرة المحدودة وفي مقدمتها الأنترنيت، وتساءل الإعلامي لوزيعا أيمكن أن تشكل الصحافة الالكترونية بديلا للصحافة الورقية خصوصا وان في أي محطة مهمة يتم اللجوء إلى الإعلام الالكتروني لمعرفة الخبر والاطلاع على حيثياته؟. من جانب آخر، دعا خالد لوزيعا إلى الاحتكام إلى مواثيق الشرف واحترام أخلاقيات المهنة، مسجلا بهذا الخصوص مجموعة من الملاحظات على واقع الإعلام الالكتروني ومنها، الخلط بين الخبر المهني والتعليق، وما يتعلق بمصدر الخبر خصوصا وان هناك من يتحدث في بعض الحالات عن المصادر المزيفة، و كذا انتشار الشائعات والسب والشتم والتهجم على أعراض الناس ونشر الصور والأخبار الفاضحة وعدم احترام الحياة الخاصة للأفراد وغيرها. وبخصوص الآفاق الممكنة لتأهيل الصحافة الالكترونية، أكد لوزيعا بان هذه الآفاق مرتبطة بمجموعة من الجوانب والمداخل أهمها المدخل القانوني من خلال استيعاب الصحافة الالكترونية وتنظيمها بدء بتعديل الظهير المرتبط بالصحفي المهني ليستوعب الصحفي الالكتروني ليؤطر في اطار قانون الصحافة. المدخل الثاني مدخل تنظيمي مرتبط بالدفع بتأسيس مقاولات صحفية مسجلة على مستوى الضرائب من خلال تقديم الوثائق الثبوتية للصحيفة الالكترونية وفتح مجال الدعم العمومي لفائدة هذا النوع من الصحافة، في حين أن المدخل الثالث تكويني وذلك بايلاء العناية لتكوين المشتغلين للصحافة الالكترونية. يذكر أن الندوة الإعلامية التي نظمها الاتحاد الوطني للصحفيين الشباب بالمغرب، تميزت بطرح قضايا وملفات لها علاقة بتشخيص واقع الإعلام الجهوي والسبل بالكفيلة بتأهيله، وخلص المتدخلون الى مجموعة من المقترحات والتوصيات الكفيلة بالرفع من مستوى هذا الإعلام الذي هو في أمس الحاجة إلى تأهيل حقيقي. وفي نهاية هذه الندوة، تلي بيان صادر عن الاتحاد يتضمن مقترحات هذا الإطار الصحفي الشبابي الواعد بخصوص الاعلام الجهوي.