أنا الآن هنا صديقي لاشاطرك هذه اللحظات ونتقاسمها سويا كما تقاسمنا ذات مساءات الخبز والملح والتبغ والسهر والتعب تنفيذا لسنة زرعتها في نفوسنا عزة النفس واحترام الذات والكرامة والإباء والنخوة والغيرة التي ورثناها عن أجدادنا.. أتذكر ذاك الزمن جيدا..كنا نحن لازلنا ندافع عن فلسيطن ونغني مع إمام ومارسيل وقعبور وسعيد والميادين وكنتَ أنتَ بإدراكك المبكر لقيمة الهوية قد سبقتنا الى معانقة هموم الهوية واللغة الامازيغية وتيفيناغ بل وكتبت كُتبا وروايات، حملت هموم الريف و رجالاته وتراثه، واحتلت الهوية الامازيغية في وعيك دائما قمة الهموم والأولويات والاهتمامات.. في وقت كان فيه هؤلاء الذين يقللون اليوم من كفاءاتك لا يقوون حتى أن يصرحوا بانتمائهم الامازيغي ،بل وكانوا يمتنعون حتى عن التحدث بلغتهم الامازيغية و يخافون من كل شيء؛ بل و لم يكن أمامهم إلا أن يكونوا "عرب" ... وكانو!! علمتنا التجارب صديقي أن ما بين العاشق و المعشوق عهد لا ينفصم.. وأنت العاشق، والريف المعشوق...هذا الريف الذي تعشقه وكم كنا نحب أن نستذكره ونحن في "غربتنا" في فاس.. الريف الذي صورته كاميرتك اليوم وجابت به العالم.. وأنت تمر بمحطات ووقائع جعلتك أكثر نضجا وإدراكا لمكامن النجاح الحقيقية...و النجاح الحقيقي لا يموت عند أهل العزم والإرادة الراسخة.