أدت التساقطات المطرية الغزيرة التي شهدتها مدن الرباط وسلا وتمارة صباح اليوم الثلاثاء، إلى اضطراب كبير في حركة المرور، قامت على إثره السلطات المحلية بتعبئة الموارد البشرية واللوجستية اللازمة للتدخل بالمحاور الطرقية الرئيسية التي تعرف اكتظاظا في حركة السير. وأفادت مصالح الأرصاد الجوية بأن معدل الأمطار التي تهاطلت على مدينتي الرباط وسلا بلغت 33 ملمترا في ظرف ساعتين. وحسب مصالح الوقاية المدنية بالرباط فقد تمت تعبئة 22 شاحنة مجهزة بمضخات لشفط المياه بمختلف المناطق التي عرفت تجمعا كثيفا لمياه الأمطار، كما جندت أزيد من 60 عنصرا لإزاحة المياه التي غمرت عددا من المنازل، ولاسيما من أقبية العمارات والفلل المتضررة، مؤكدة أن عمليات إزاحة مياه الأمطار لا تزال مستمرة بعد الظهر. وقد عرفت المحاور الطرقية الرئيسية الرابطة بين المدن الثلاث، وخاصة الولجة بسلا ومحطة القطار ونفق ابن سينا وشوارع النخيل والنصر بالرباط ومحمد الخامس بتمارة، اكتظاظا في حركة المرور أدى إلى تأخر عدد كبير من المواطنين عن الالتحاق بمقرات عملهم هذا الصباح، وكذا تعطل بعض المدارس التي غمرتها المياه. وقال المدير التنفيذي ل`"ريضال" السيد جون ميشيل تيبيري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الاضطرابات في حركة المرور التي شهدتها ولاية الرباط ترجع إلى "الأمطار الاستئنائية" التي بلغت في غضون ثلاث ساعات ما يعادل التساقطات المسجلة خلال شهر واحد في ظروف عادية. وأضاف السيد تيبيري أن شبكة الصرف لا يمكنها أن تستوعب كمية من الماء بهذا الحجم، حيث إنها إطاراتها وضعت لاستيعاب "أمطار عادية"، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق اليوم الثلاثاء ب`"ظاهرة استثنائية" لا تقع سوى مرة خلال عشر سنوات. وأوضح أن الاضطربات في حركة المرور ليست ناجمة عن خلل في العمل أو مشاكل على مستوى شبكة الصرف، بل تساقطات تهاطلت قبل أوانها لم تشهدها ولاية الرباط منذ سنة 2002". وأشار السيد تيبيري إلى أن "ريضال" استقبلت، ما بين الساعة السادسة صباحا إلى غاية الثانية عشرة زوالا، ثلاثة آلاف مكالمة هاتفية لأشخاص يطلبون تدخلها، مضيفا أنه تم تجنيد وتعبئة عشر شاحنات "هيدرو-كورسور" وموارد بشرية هامة. وحرص المدير التنفيذي ل`"ريضال" على التذكير بأن عمليات التدخل التي قامت بها "ريضال" همت بعض النقاط السوداء من بينها مفترقات طرق في العديد من شوارع المدينة، والمدارس وأماكن أخرى تشهد كثافة في حركة المرور.