أزالت سلطات مدينة مليلية المحتلة، بعد زوال اليوم الثلاثاء 23 فبراير الجاري، ضمن عملية عرفت حراسة أمنية مشددة، تمثال الديكتاتور فرانسيسكو فرانكو، تنفيذا لقرار الجمعية العامة الذي وافق أغلبية أعضائها خلال آخر اجتماع لها، على مقترح محو جميع أعداء الديمقراطية ورموز الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في إطار جبر ضرر عائلات ضحايا الحرب الأهلية وإنهاء ارتباط المملكة بالماضي الوحشي للنظام العسكري الفرنكاوي. وعرفت العملية، حضورا وزانا لمختلف مراسلي وسائل الاعلام الاسبانية والأجنبية، أشرفوا على تغطية هذا الحدث الذي وصفه مراقبون بالقرار الجريء للحكومة الاشتراكية، بالنظر إلى الحضور الدموي لفرانكو في تاريخ الجارة الشمالية، ووقوفه الشخصي على الكثير من الانتهاكات في حق الشعب الاسباني والمجاهدين المغاربة بمنطقة الريف. ويرتقب حسب مصادر محلية، أن يتم ترحيل تمثال الجنرال فرانكو إلى المتحف العسكري بالمدينة المحتلة، حيث سيتم الاحتفاظ به هناك مع رموز أخرى تعتبرهم الإدارة العامة للقوات المسلحة جزء من الذاكرة التاريخية الاسبانية. وشيدت السلطات الاسبانية بمليلية، تمثال فرانكو بالقرب من الحامية العسكرية القديمة "القصبة"، في سنة 1977 بعد مرور عامين على وفاته، وذلك تخليدا لما أسمته حكومة اليمين المتطرف بالانتصارات التاريخية للجنرال ومقاومته الشديدة لجيوش عبد الكريم الخطابي إبان معركة أنوال الشهيرة عام 1921.