تمكنت، أمس الاثنين (29 ماي 2012)، المجموعة التاسعة عشر لحرس الحدود، في باب العسة بولاية تلمسان، من تحديد هوية المهرب المغربي الذي يقف وراء محاولة تسريب 257 قنطار من النفايات النحاسية، التي قامت المصالح ذاتها باسترجاعها، صباح الأحد الماضي، على متن أربع سيارات بالشريط الحدودي لواد ''مويلح'' قبالة قرية ''أبو نعيم'' الواقعة على بعد 300 متر فقط من التراب المغربي. واتضح من خلال المعلومات المتسربة من التحقيق الأولي، أن المعني مغربي الأصل، كما أنه يحمل الجنسية الإسرائيلية في الوقت نفسه، ويشتبه في أنه الوسيط المعتمد في تهريب النفايات النحاسية الجزائرية باتجاه إسرائيل لتوظيفها في صناعة أسلحة. وجرى العثور على وثائق هوية إسرائلية خاصة بهذا المهرب، ومؤشرات أخرى تدل على مكان إقامته في المملكة المغربية، وتحديدا بمدينة الناظور، حيث يجري التنسيق حاليا بين السلطات الجزائرية والمغربية للقبض عليه. وأفضت التحريات الأولية، حسب صحيفة "النهار الجديد، إلى تحديد المصدر الذي قدمت منه الكمية الهائلة من النحاس، حيث اتضح أنها كانت مدسوسة لأول مرة داخل مستودعات سرية في مدينة مغنية، وهو ما يؤكد أن عصابات استنزاف الثروة النحاسية الجزائرية تراهن على خلق مخازن جديدة، تعمل على تأمين بضائعها من المطاردات الأمنية التي تستهدفها، خصوصا بعد الحملات الأمنية الأخيرة التي قادتها وحدات الدرك الوطني وسط مخابئ النحاس والمواد الغذائية ذات الاستهلاك الواسع في منطقة سيدي بوجنان. وكانت المجموعة التاسعة عشر لحرس الحدود، في باب العسة، منذ مطلع السنة الجارية، قد حققت إنجازا أمنيا ضخما فيما يتعلق بمكافحة تهريب الكوابل النحاسية نحو المملكة المغربية، حيث تشير التقارير الإحصائية الواردة إلى نجاح أعوانها في حجز 50 طنا من النحاس خلال الفترة المشار إليها، مع استرجاع 91 مركبة تحمل جميعها ترقيما أجنبيا، وكلها مزيفة الأرقام التسلسلية لتضليل التحريات.