تدرس القيادة الجهوية للدرك الملكي بالناظور تعزيز تواجدها الأمني عبر إحداث مركزين جديدين للدرك بكل من بني شيكر وبويفار. وتشير معلومات حصلت عليها "الصباح" بهذا الخصوص، أن أشغالا تجرى حاليا لإصلاح " مقر إداري" سابق بجماعة بني شيكر بغية تحويله إلى مركز للدرك الملكي، في انتظار إحداث مركز ثان بجماعة بويفار المجاورة، حيث من المقرر أن يدعم هذا التوجه التغطية الأمنية بالمناطق الخاضعة للنفوذ الترابي للدرك الملكي والممتدة على مساحة جغرافية واسعة تحيط بالجماعتين المذكورتين، إلى جانب تقريب الخدمات الأمنية والإدارية من المواطنين، بعدما ظلت تقدم انطلاقا من مقر القيادة الجهوية الواقعة بوسط مدينة الناظور. ويتزامن هذا التحرك مع تقرير صادم نشرته "الصباح" أخيرا، أشار إلى تحول المناطق الخاضعة للنفوذ الترابي للدرك الملكي بالناظور خلال السنوات الأخيرة إلى "مستنقعات للجريمة"، صارت توفر لعصابات تحترف كل أنواع الجريمة ملاذا آمنا يستهوي حتى المبحوث عنهم القادمين من مدن بعيدة. ورصد التقرير ذاته تنامي مظاهر الانفلات الأمني بالمناطق الممتدة في محيط مثلث فرخانة، بني شيكر، بويفار، وتحولها إلى نقاط سوداء تكثر فيها الاعتداءات بشكل رهيب، مخلفة أجواء من الخوف والرعب في صفوف الساكنة، حتى وصل الأمر إلى تحول بعض الدواوير والأحياء إلى أشباح بعد حلول الظلام، بينما فرضت عصابات "قانونها الخاص" داخل مناطق واسعة تعرف عادة بصعوبة تضاريسها، مستغلة ما توفره من فرص للاختباء أو حتى الاستفادة من "التواطئ" لتوفير الحماية لعدد من الأنشطة غير المشروعة، تطورت بسببها تجليات الجريمة، واتخذت بعضها طابع شبكات دولية، تنشط في مجال تهريب المخدرات وتزوير السيارات، والهجرة السرية. وأشارت شهادات حصلت عليها "الصباح" بهذا الصدد، إلى حالات الاعتداءات اليومية التي يتعرض لها المواطنون من قبل أشخاص ذوي سوابق أو عصابات تتنقل بحرية مثيرة، مستعملة في الغالب سيارات مزورة لتنفيذ أنشطتها الإجرامية، وهي سيارات تستغل أيضا في اعتراض سبيل المارة ومستعملي الطريق، إلى جانب أنشطة أخرى تتصل بمختلف أنواع التهريب المعروفة، وترويج المخدرات القوية. وفي السياق ذاته، أوضحت المعطيات التي تضمنها التقرير الحاجة لتعزيز فعالية العديد من مراكز الدرك المنتشرة بالإقليم لإرساء الأمن و الطمأنينة و الحرص على تطبيق القانون، سيما عبر توفير الإمكانيات البشرية واللوجستيكية الكفيلة بالاستجابة لمطالب الساكنة.