"نحن مغاربة الأوطَاكُوسْ".. بهذه العبارة يقدّم المشاركون ضمن أمسيات "المَانْغَا أَفْتْرنُونْ" أنفسهم لمن يحضرونها لأوّل مرّة.. ولمن يخال "الأوُطَاكُوسْ" بلدا من دول المهجر التي ألفت استقبال المغاربة على أراضيها.. يُردف ذات المُقدمين لأنفسهم: "لاَ.. الأوطَاكُوسْ ليس بلدا.. أو بالأحرى ليس بعد.. بل تكتّل عِشق كبير للثقافة اليابانية بكافة تجلياتها بما فيها من أفلام متحركة وألعاب للفيديو". مغاربة "الأوطَاكُوس" يصل عددهم الحقيقي إلى الملايين من "المُدمنين" على الاستمتاع اليومي بمختلف منتجات الترفيه اليابانية وبشكل يجعلهم مرابطين دوما بمنازلهم.. أمّا منظمو تظاهرة "المَانْغَا أفْتْرنُونْ"، أو "أمسية الرسوم المتحركة اليابانية"، فإنّ عدد الحاضرين الأوفياء لمبادرتهم بالمغرب قد تجاوز ال5000 فرد من الجنسين وبامتياز كبير للشريحة العمرية الشبابية. دورات "المَانْغَا أفترنُون" وصل عددها لحدّ الآن إلى 7 بالمغرب.. وهي مناسبة احتفالية بامتياز تُقام مرّة كلّ شهرين بمدينة وحيدة هي الدّار البيضاء.. ومن المرتقب أن تنظم الدورة الثامنة أيضا بها وبالضبط ضمن فضاء مسرح "محمّد السادس"، يوم ال23 من يناير الجاري، في موعد تغدو "كُونِيشِيوَا" عبارة للترحيب بالقادمين إليه و"صَايُونَارَا" كلمة يلقي بها كل من أراد الرحيل. عشق مغاربة "الأوطَاكُوس" للثقافة القادمة من أقصى الشرق يمتدّ حتّى الذوق الموسيقي.. وهو المُعطى الذي يفسر الرهان على حفلات الرّوك الياباني التي تقدمها أسماء غنائية مثل "لاَمْيَا كْرُوسْ" و"بْيُوكِي نُو أوطَاكُو"، والمؤثثة للفضاءات السمعية لإنتاجات "المَانْغَا" وفيديوهات "البْلاَيْ"، بغية استقطاب آلاف المرتدين لأزياء يابانية والقادمين من مدن أبرزها الرباط والدّار البيضاء ومراكش.. في حين تعدّ الصفحة الفيسبوكية ل "الأوطاكُوس" المغاربة الفضاء التواصلي الأوّل بين ذات المدمنين على حيوية موعد "الأفترنُون" وأنشطتها الممتدة من غناء "الكَارَاوْكِي" إلى دوريات التباري في ألعاب الفيديو التي كانت آخرها ل "نَارُوطُو ستُورْمْ2" في أوائل الثلث الثاني من دجنبر الماضي. ظاهرة "الأوطاكُوسْ" المغاربة وموعدها "المَانْغَا أفترنُونْ" يُعدّان فريدين من نوعهما بالمملكة وكافة بلدان المنطقة المغاربية.. وهو المعطى الذي يجعل أي قاعة مرشّحة لاحتضان تجمعات هذه الفئة من العاشقين لليابان تبدو ضيّقة.. وهو ما يدفع أيضا صوب مخططات استباقية قد تجعل "مانغا أفترْنُون المغرب" موعدا متميزا بشمال إفريقيا.. قريبا.