قال السفير السابق لأمريكا بالرباط، طُومَاسْ رَايْلِي، إنّ وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي الطيب الفاسي الفهري قد طمأن نظيره الإسباني مِيغِيل أنْخِيلْ مُورَاتِينُوس، شهر أكتوبر من العام 2007، بشأن العلاقات بين البلدين رغم إشعار الوزير الإسباني بقرب حلول الملك الإسباني خْوَانْ كَارلُوسْ بثغري سبتة ومليلية ضمن زيارة رسمية هي الأولى من نوعها منذ اعتلاء العاهل الإسباني للعرش منتصف سبعينيات القرن الماضي. وسرّب موقع "ويكِيلِيكْسْ" نسخة من الوثيقة المرقمة لدى السفارة الأمريكية بالرباط تحت عدد 129107، وهي التي وردت بها أقوال رَايْلِي قبل أن تنشرها جريدة "إلبَايِيس" بتوقيع إِغْنَاسْيُو سَامْبْرِيرُو يوم الاثنين الماضي.. إذ أورد السفير الأمريكي على متن ذات وثيقة تجسّس التي أبرق بها لواشنطن في ال7 من نونبر2007، أي بعد يوم واحد من انقضاء زيارة الملك كَارْلُوسْ للمنطقة، بأنّ مُورَاتِينُوس قد أشعر الطيب الفاسي الفهري بالموعد قبل أسبوع فقط من تاريخ تفعيله.... حيث أُفصح عن توجيه الإشعار الشفهي المذكور قد تمّ بمدينة مرّاكش غداة مرافقة وزير الخارجية الإسباني للأمير فِيلِيبْ ضمن زيارته للمغرب، وأنّ مُورَاتِينُوس قد مدّد زمن تواجده بالبلاد لا لشيء إلاّ لاستشعار ردُود فعل المسؤولين المغاربة على هذه المُبادرة الإسبانية التي توجّس من تداعياتها الملك الإسباني متنبئا برد فعل مغربي قويّ رغم قبوله بالبادرة التي دفعه إليها الحزب الاشتراكي المواجه لانتقادات غريمه الشعبي بالضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط، زيادة على حدّة الانتقادات التي كانت تتعالى من حناجر الدعاة للانفصال بإسبانيا وكبار الضباط العسكريين بذات البلد. وأشعر طُومَاسْ رَايْلِي بأنّ وزير الشؤون الخارجية المغربي قد طمأن مُورَاتِينُوسْ، ضمن ردّ فعل أوّلي محسوب على الحكومة المغربية، بتأكيده على أنّ "العلاقة ستبقى على حالها العادي"، وقد استعمل السفير الأمريكي عبارة "Business us usual" للتعبير عن الموقف الذي عبر عنه كبير الدبلوماسيين المغاربة، قبل أن تردف ذات الوثيقة التجسسية المثيرة للجدل بأنّ يُوسف العمراني، الذي وُصف بالرجل الثالث في سلسلة الدبلوماسية المغربية، قد قلل من شأن تداعيات زيارة ملك إسبانيالسبتة ومليلية أثناء محادثة جمعته بالسفير الأمريكي.. إذ نقلت الوثيقة بأنّ العمراني قال لرَايْلي: "العلاقات المغربية الإسبانية متينة بما فيه الكفاية لتجاوز العاصفة". وكتب السفير الأمريكي على متن تقريره المتطرق لزيارة الأسرة الملكية الإسبانية لمدينتي سبتة ومليلية بأنّ ردود الفعل المغربية قد عاكست التطمينات التي منحت للإسبان ونقلها مُورَاتِينُوس للرباط، حيث تمّ استدعاء السفير المغربي بمدريد قصد "التشاور" وخرج ذات وزير الشؤون الخارجية والتعاون بتصريحات يعتبر فيها زيارة خْوَان كَارْلُوسْ للمنطقة "مُهينة لمشاعر كافة المغاربة".. قبل أن يردف رَايْلِي بأنّ الحدث قد "استَغلّه المسؤولون المغاربة بشكل مسرحي مبني على الخطابات بغية تشتيت الانتباه عن المشاكل الدّاخلية لمملكة المغربية عبر استثمار توقيت الزيارة الموافق لذكرى المسيرة الخضراء"، ويزيد تنصيصه على أنّ "جرعة الوطنية" قد تحكّم فيها الوزير الأول عبّاس الفاسي والكاتب السابق لوزارة الدّاخلية فؤاد عالي الهمّة، الذي كان رئيسا للجنة الخارجية بالغرفة الأولى للبرلمان، إذ توجّه الفاسي بخطاب حاد اللهجة أمام ممثلي الأمّة في حين قدّم على الهمّة رسالة احتجاج للسفارة الإسبانية بالرباط.. في الوقت الذي عمّ التظاهر عددا من المناطق المغربية، بما فيها محيط مدينتي سبتة ومليلية.